أحسست كما أحسسنا جميعا ، أن هذا العالم تغير و حياتنا تغيرت معه ، ظهرت أمور كثيرة متعبة ، و اختفت أمور كثيرة جيدة و طيبة ، و بقينا في أماكننا نتعجب و نستغرب ، فلا شيء بقي على حاله ، حتى أعماقنا تغيرت بل يبدو و كأنها صدأت ، و لم تعد بنفس صفائها و لا نقائها السابق ، تدهور الاقتصاد العالمي و أصبحت جل الدول و شعوبها تعيش صعوبات مادية ، و تدهورت صحة البشر و انتشرت الأوبئة و الأمراض ، و تدهورت العلاقات الاجتماعية بين الناس و انقطعت أواصر المحبة ، و سادها الفتور و البرود ، و نشبت العداوات حتى بين الإخوة ، أما الحروب فقد دمرت كلما تم بناؤه منذ عهود.
إلى أين نذهب و نتجه ، لا أحد يعلم لكننا كلنا نعلم ما يحدث لنا من تغيرات ، حتى الطبيعة التي تحيط بنا ، دمرتها الكوارث , من حرائق و زلازل و أعاصير ، و ذوبان الجبال الجليدية و التي استمرت لعقود لا. آلاف السنين ، و ارتفعت حرارة الكوكب ، و قد كان دائما ارتفاع الحرارة دائما دليل مرض و إصابة بالعدوى ، فحتى هذا الكوكب المسكين أصبح يعاني كما نعاني جميعا ، لكن ترى من سبجد له الدواء و العلاج المناسب ، أم أننا سنتركه يموت ببطء حتى نموت معه.
حتى أعبادنا أصبحت باهتة ، و يسودها نوع من الغربة و الوحشة ، و قد كانت فيما مضى أيام فرحة و سعادة ، نستعد لها أياما و أسابيع ، نتجمع فيها فتمتلئ البيوت بالهرج و المرج و رائحة الأكلات و الحلويات ، أصبحنا نحتفل في صمت و ذهول ، لا ننتظر وصول الغائب ، و لا زيارة الجار ، و لا حتى ضجيج الأطفال ، فقد كبروا ، و أطفالهم بعيدين عنا . ترى ما الذي لم يتغير بعد ؟ لست أدري.