اليوم العالمي للقلب..دكتورة نجية الشياظمي

من يصدق أن هناك يوما عالميا للقلب ؟ و لم لا و القلب هو مركز الجسد بمشاعره و أحاسيسه و قيامه بضح الدم في كل عضو و خلية من الجسد ، و بتوقفه تتوقف الحياة .

إنه يوم 29/09 من هذا العام 2025 ، ترى كيف سنحتفل بهذا اليوم ؟ اليوم الخاص بالقلب ، ترى كيف هي قلوبنا ؟ كيف هو اهتمامها بها و المحافظة عليها . حسب اعتقادي كلنا نهتم بصحة قلوبنا المادية و نوعا ما ، عن طريق التغذية الصحية و ممارسة الرياضة و الابتعاد عن كلما يتعب القلب ويتسبب في تدهوره وإصابته بأمراض أحيانا بسيطة وأخرى عويصة.

ماذا عن اهتمامنا بالجانب المعنوي من صحة قلوبنا ، و من تقويتها و ترويضها على حب الخير و السعي لأجله ، عن ترك الكره و البغض و الحسد و كلما يلوث القلب و يدمره ، ثقافتنا تركز على الحرص في عدم الإصابة بالعين و الحسد و كل المشاعر السلبية الأخرى ، نعتقد أن من يكرهنا يتسبب لنا في الأذى دون أن يؤذي نفسه . من المؤكد أن من يروض قلبه و يعوده على الشر هو أول من يتأذى ، هو من يساهم يوما بعد يوم في تدمير قلبه ، و حرقه حينما يصبح مجرد كتلة سوداء ترمي بسوادها و شرها كل من لا يروق له ، لأسباب عديدة : ربما هو أنجح ، أقوى أو أجمل أو أغنى ، لست أدري فهناك العديد من الأسباب التي تجعل أصحاب تلك القلوب المريضة ، تتوهم أن أحدا قد أخذ منها و حرمها ما يتمتع به هو ، و ما من الله به عليه . هكذا حللت الموضوع بيني و بين نفسي و بعد بحث طويل لأجل الفهم و الوقاية ، ليس لأنني من أولئك ، لكن لأنني عانيت كثيرا منهم و لا زلت ، علينا أن نكون واثقين عين اليقين أن كلما يصيبنا هو رزقنا و نصيبنا ، و أن الخالق الرزاق هو من يهب كلا منا حسب اجتهاده و سعيه و نواياه ، خيرا كانت أم شرا .

علينا الاهتمام بقلوبنا ، ماديا و معنويا ، أن نختار لها كل جميل ، من أكل و شرب و مشاعر ، فالمشاعر هي أيضا غذاء ، و أهم غذاء لقلوبنا ، قلوبنا المسكينة التي تعمل ليل نهار دون توقف ، و لا حتى صيانة منا لها ، تنقيتها و تنظيفها من كل سلبي هو أهم سبب لبقائها في صحة جيدة ، أكثر من أفخر المأكولات و اغلى الأدوية .
تعليقات