دكتورة نجية الشياظمي تكتب: في اليوم العالمي للأرامل

في هذا اليوم أود أن أعبر عن تقديري و احترامي لكل أرملة وهبت حياتها لأبنائها و أفنت عمرها في تربيتهم و تعليمهم حتى أوصلتهم لشاطئ النجاة و السلامة ، و جعلت منهم أفرادا صالحين و منتجين لأنفسهم و للمجتمع .
 حياة النساء غالبا ما تكون صعبة بالنسبة للرجال حتى أنها تبدأ من مرحلة الطفولة ، فهناك الكثير من العقبات و الصعوبات تعترض سبيلهن ، و أحيانا تدمر حياتهن ، فمجتمعاتنا تعطي الرجل كل الصلاحيات في أن يعيش حياته مرتاحا ، حتى أنه بعد وفاة زوجته مباشرة  يتزوج ، على أساس أنه لا يستطيع أن يدير حياته ، بدون أن يجد ويكمل نصفه الاخر ، في الوقت الذي نجد فيه المرأة الأرملة تعاني من نظرات الجميع ، و تفكيرها في العثور على من يساعدها على أعباء الحياة ، يعتبر تفكيرا شاذا و غير معقول ، و ربما يكشف الجانب الضعيف في شخصيتها ، و هي أصلا ولدت و تربت على هذا الضعف .
نجدها مغلوبة على أمرها و مستضعفة من أهل زوجها المتوفى و خصوصا لو كانت هناك تركة لم يتم توزيعها بعد ، و المصيبة حينما تكون أما لبنات فقط ، فهي تصبح فريسة إخوة زوجها و أهله ، فقد فقدت الزوج و عليها أن تتنازل عما بقي من بعد وفاته . هكذا لم تعد صالحة ، فقدت صلاحيتها بمجرد اختفاء من اختارها زوجة و شريكة لحياته ، لست أدري لماذا لا يبقى احترام ذلك الميت حاضرا حتى بعد اختفائه ، و على الأقل لمن تركهم خلفه من أبناء و زوجة .
تحية تقدير و احترام لكل أرملة استطاعت أن تقف من جديد و على أرض صلبة و بخطى ثابتة ، كي تكمل مسيرة حياتها و حياة من بقي أمانة في رقبتها و على عاتقها . و نداء من أجل التعاطف و مد يد المساعدة لهذه الفئة المغلوبة و المظلومة ، فهي في نظر الجميع مجرمة و فأل شؤم على ذلك الزوج ، الذي توفي و هو معها و كأنها تملك قرار أخذ روحه من طرف خالقه . لنخفف عنهن ما استطعنا بدل أن نتحامل عليهن و نزيد في معاناتهن ، لنترفع عن العديد من الأفكار و السلوكيات التي لا تمت بصلة ، لا للدين و  لا للإنسانية . و كان الله في عونهن في متابعة و إتمام رسالتهن بما يرضي الخالق و المخلوق .

تعليقات