.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الحب اللامشروط .. بقلم د.نجية الشياظمي

الحب هو الحياة ، هبة من عند الله ، و لأن الله يحبنا أوجدنا على الأرض ، و كانت هذه بداية الحب الذي تنوع و تشعب و تعدد ، فأصبح هناك حب الله أولا و بعده جميع الأنواع الأخرى 
حب الوالدين ، حب الأبناء ، حب الأوطان ، حب الخير للجميع
لكننا نسمع دائما عن الحب اللامشروط ،  ذلك الحب الذي ليس له حدود و بدون مقابل . و ضمن أنواع الحب هناك نوعين لا بد من التفريق بينهما ، الحب الإيجابي و الحب السلبي .
فالحب الإيجابي هو تلك الدفعة التي تشكل الطاقة الأساسية لتقدمنا للأمام ، هي التي تدفعنا للنجاح ، للتغيير للأفضل و للتطور ، هو حب يفعمنا بالبهجة و التفاؤل ، يحببنا في الحياة 
في الصبر و التحمل لأجل الوصول ، به نحقق الكثير و نحس بالأمان و الرضا عن النفس و الآخرين ، يمنحنا الطاقة الإيجابية التي تشع من عيوننا فتنبعث من الأعين لتتجاوزنا إلى الآخرين 
فالطاقة الإيجابية معدية و نافعة ، لأنها تنشر السعادة بين الناس كما هي الطاقة السلبية التي تؤثر علينا بالعكس تماما ، فتجعلنا نحس بالألم و التعاسة و البؤس المتواصل ، فتتجاوزنا أيضا إلى الآخرين فيصبح تواجدنا بينهم ضارا و مزعجا و لا جدوى منه .
الحب الإيجابي قيمة مضافة للطرفين ، سعي للأفضل و للتوازن 
تقدم و استقلالية و ثقة في النفس .
لكن ماذا عن الحب اللامشروط ؟ قد يكون حبا إيجابيا في حالات استثنائية ،في حالات يكون فيها الطرف المحبوب عاجزا عن العطاء و عن معرفة الخطئ من الصواب ، حب الأم و الأب لوليدهما في السنوات الأولى من حياته ، حيث يكون عاجزا عن القيام باحتياجاته لوحده ، و حيث تكون معرفته بالصواب و الخطئ محدودة أو منعدمة .لكنه مع التقدم في العمر يصبح من الضروري على الوالدين توجيه و إرشاد الأبناء إلى ما هو في صالحهم و صالح الآخرين أيضا ، حتى يتمكنوا  من تصحيح أخطائهم و الاستفادة منها ، لكن منحهم الحب اللامشروط دائما سيكون ضارا و مؤذيا لهم ، و لن يفيدهم في شيء بل بالعكس قد يجعل منهم أناسا عاجزين عن تدبير أمورهم بأنفسهم ، فيجعل منهم أناسا اعتماديين فيكونوا عالة على والديهم و على المجتمع كله في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يكونوا عناصر نافعين و مفيدين يأخذون بأيدي أنفسهم و بأيدي الآخرين .
فما فائدة الحب إن لم يكن وسيلة للتعليم و للتطوير و للسعي إلى الأفضل ، فلا فائدة في والدية لا تقود للأحسن ، و في صداقة لا تنبه للخطئ ، لا تأخذ بيدك للسعادة ، للجنة ...
من يحبني حقا هو من يعلمني ينبهني يأخذ بيدي في طريق المحبة و الخير و النجاح كما فعل والدي ، أما من يراني على خطئي و لا ينبهني ، فلا حاجة لي حبه اللامشروط .
إلا في حالات نادرة . قد يخطئ فيها الانسان عن غير قصد ووعي منه نتيجة الغضب الزائد أو سوء الفهم ، الحب اللامشروط يجب أن يكون مشروطا أيضا هو نفسه بالإيجابية و بالخير و النجاح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق