تعبير سحري و مفتاح خطير يفتح أبواب الصلح و الخير و يغلق أبواب الخلافات و الشر ، كلمة سحرية و بسيطة لكنها من الصعوبة بمكان إلا على من تعود على استعمالها ، قد تكون كلمة أو مجرد إشارة كابتسامة أو وردة أو أي تعبير آخر يعبر عن طلب المغفرة . هي ليست صعبة لكن الناس يستصعبونها كما يستسهلون الإساءة للآخرين و جرحهم . فكم من موقف سيء يتحول إلى تعارف بدل أن يتحول إلى شجار ، لمجرد أن أحدهم بادر بالاعتذار ، و كم من سوء تفاهم بسيط يتحول إلى شجار و ربما قطيعة تدوم طويلا لمجرد إصرار أحدهم على نفس الموقف و عدم تقديم اعتذاره للآخر ، هي ثقافة و تربية علينا الوعي بها ، و تعلمها و التعامل على أساسها ، فهذا ما سيضمن العيش في سلام للجميع على الأقل بين المجتمعات الصغيرة ، و حين ذاك ستنتشر بين كل المجتمعات و ربما بين كل أقطار العالم . فالاعتذار أساسه المحبة و التسامح و الاحترام ، أعتذر إليك تقديرا لشخصك و ذاتك من خلال تقديري لذاتي و شخصي قبل كل شيء ، واهم من يعتبره ضعفا و تقليلا لشأن صاحبه ، بل إن التقليل الحقيقي للجميع هو عدم القيام بذلك ، هو عدم تقديم الاعتذار ، و عدم طلب الصفح و المسامحة ، فهذا أكثر ما يجعل القلوب تتطهر من مساوئها فتصبح صفحة بيضاء لا تشوبها شائبة ، و هذا ما جعل المثل يقول " لا محبة إلا من بعد عداوة" من يتخيل أن العداوة تصبح محبة بهذه السهولة إلا إذا كان هناك سر خطير و راء ذلك ، أكيد أن هناك سر بل مجموعة أسرار أساسها الاعتذار و تطييب الخاطر و التسامح ، و لولا ذلك لدامت العداوة و لتطورت إلى حروب ضروس من يدري ؟ فالشر يتطور بسرعة أكثر من الخير لأنه بسبب الشيطان و النفس الأمارة بالسوء و الأنانية ، و كل الحضارات بنيت على الاحترام و الأخلاق الراقية و الإنسانية، و جلها إنهار حينما غابت القيم و المبادئ السامية .
أعتذر لكل من يقرأ هذا الكلام، و قد أكون أسأت إليه عن غير قصد مني و نسيت أن أعتذر له .
سيغفر لنا خالقنا كل ما كان من تقصير أو خطئ منا معه ، لكنه لا يغفر إساءتنا مع بعضنا أبدا ، يود أن يعلمنا كيف نكون أناسا مفعمين بالانسانية الحقة ، أن نقوم نحن بالاستغفار و المغفرة من بعضنا و مع بعضنا ليعم السلام . قمة العدل من الخالق لكل شيء رغم قدرته على كل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق