أثناء عودتي بالسيارة إلى البيت و بالصدفة -ربما ليست صدفة بتاتا و لكنها رسالة مشفرة - لاحظت أنه قد تم إغلاق ممر من أحد الشوارع نظرا لما كان المرور منه يتسبب فيه من مشاكل ، استغربت و ابتسمت وقلت في نفسي، لقد حلوا المشكلة بالإغلاق لا بالفتح كما تعودنا أن نفعل دائما .
نقول دائما أن لكل مشكلة حل ، حتى أننا نمثل الحلول بصور الأبواب أو العقد المفتوحة ، كما أن كلمة حل هي عكس و ضد كلمة عقد أو ربط . فينساق تركيزنا و تفكيرنا في فتح الأبواب المغلقة لعلنا نجد خلفها ما تعبنا في البحث عنه من حلول لما نعاني منه من منغصات ، فمهما بلغنا من القوة و درجات التحمل ما نفتأ نبحث و نأمل و نرجو الخلاص مما يتعبنا ، فنحن بشر مهما وصلنا من الذكاء و القوة ما وصلنا إليه ، غير أن ما نغفل عنه أو ننساه ، هو أن بعض المشاكل تحتاج إلى إغلاق بعض الأبواب بدل فتحها ، فهذا ما يمكن من الخروج من المعاناة .
نحتاج إلى بثر بعض الجذور و قطعها ، بدل سقيها و العناية بها ، و أحيانا نحتاج إلى هدم و تدمير و إعادة هيكلة لكل ما سبق بناؤه . هكذا نجد أنفسنا أحيانا مرغمين على التضحية بكل ما كان يبدو لنا في قمة الروعة و الجمال ، ربما هو كان كذلك أو ربما نحن من جملناه بخيالنا ، لأننا كنا نرفض أن نراه ببشاعته ، نرفض دائما الإحساس بالفشل ، و نخجل منه و من أنفسنا ، فنرفض كل ما يواجهنا بتلك الحقيقة المرة و الصادمة .
نحتاج إغلاق كل الأبواب التي لا يأتينا منها إلا التعب ، نحتاج
إلى إنهاء علاقات مسمومة كانت تستهلك الكثير من طاقتنا و جهدنا ، نحتاج إلى التخلي عن بعض العادات التي لا تساهم في الوصول إلى ما نحتاجه من رقي و تقدم و تطور ، نحتاج إلى تغيير أو تطوير بعض الخطط التي تبدو أنها لم تكن بنفس الجودة التي اعتقدناها بها .
لا عيب أبدا في تعديل و تطوير الخطط التي لن تؤدي إلى النتائج المتوخات منها ،بل العيب كل العيب هو البقاء في نفس المكان ، و العادات الغير المفيدة و الغير منتجة ، نحتاج في تحقيق هذا إلى التحلي بالشجاعة و الجرأة و المبادرة ، و نبذ التبعية و التقليد و إعطاء نظرة الآخر الأهمية التي لا تستحقها.
حظ سعيد لكل من اكتشف حلول مشاكله في إغلاق بعض الأبواب التي لا تؤدي إلا إلى الطرق المسدودة.
كلام في الصميم 👍
ردحذف