شهر رمضان فرصة لإعادة ترتيب الأوراق و تصحيح الخلل الذي يشوب حياتنا طيلة أيام السنة ، هو فرصة لإعادة التوازن للروح و للجسد ، فنحن نعيد التوازن لأرواحنا بالصلوات التي ننتظم فيها و بالنوافل التي نجتهد فيها ، بقراءة القرآن ، و بالدعاء الذي نناجي به رب العالمين ، و بما نقدمه من خير و مساعدة للآخرين . و هكذا نحس بأننا أعدنا بناء الجسور بيننا و بين خالقنا ، تلك الجسور التي غطاها التراب من الإهمال الذي لحق بها طول السنة .
نعيد التوازن لأجسادنا حينما نتناول ما يلبي حاجتنا من الطعام بدون أي زيادة و لا إسراف ، حين ذاك نعطي لها فرصة للتخلص من السموم التي ظلت تتراكم فيها طيلة الاثنى عشر شهرا السابقة .
نعيد التوازن لعلاقاتنا بالآخرين حينما نتواصل مع الأقارب و نصل معهم الرحم . حينما نتواصل مع الأصدقاء و المعارف و نبارك لهم الشهر الفضيل و ندعو لهم و لأنفسنا .
نعيد التوازن لجيوبنا حينما نكتفي و نقنع بالأكل البسيط الجيد و المغذي و الذي لا يرهق صحتنا و لا قدراتنا الشرائية رغم أن هناك العديد ممن يفعلون العكس ، بل إن هناك من يمتنعون عن التدخين فيريحون أجسادهم و جيوبهم من الإنهاك و التعب المتواصل .
نعيد التوازن لحياتنا المهنية حينما نجتهد في أداء واجباتنا على ما يرام ، حينما نجتهد و نخلص فيها ، و حينما نتعامل مع زملاء العمل بالتعامل اللائق الذي يعكس رقي أخلاقنا و ما نكتسبه من تقوى الله و نحن صائمون.
نعيد التوازن حينما نتبادل التحايا و السلام مع الجيران و كل من نصادفهم في طريقنا فهذا أمر غير مكلف بل إنه مفيد للمجتمع ، حيث أنه يقوي روابط الأخوة و التعاون فيما بينهم .
نعيد التوازن حينما نمارس بعض الرياضات أو بعض الحركة كي ننشط أجسادنا و نقويها .
إنها كلها فوائد نحصل عليها مرة كل عام و من رحمة الله بنا ، انه فرض علينا صيام و قيام هذا الشهر الذي له الفضل الكبير علينا . فيا ليتنا نستفيد و نلتزم بالصيام الصحيح الذي يعود علينا بالخير و الصحة و العافية . حقا إنها لفرصة رائعة ، تقبل الله منا جميعا و كل عام و نحن بخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق