لكل عصر حضارته ولكل حضارة مميزاتها ،في الحضارات القديمة كان الانسان ينقش على الحجر ،كان هذا في حينه إكتشافا عظيما ،وجاء في زمن آخر القرطاس ليكون سيد الأنامل التي تكتب ،وجاء طباشير الكتابة على الالواح ثم قلم الحبر وهكذا ....وحتى يتعلم الإنسان كان لابد من إيجاد تلك المساحة التي يلتقي فيها المعلم ليلقن المتعلم وهذه الطريقة هي التي ظلت ومازالت الالية التي تضمن نجاح عملية التلقين في جميع دول العالم ،وقبل هذه الأزمة التي نمر بها حاليا بدأت بعض ملامح التغيير تطرأ على هذه الالية التي مارسها الانسان منذ اولى الحضارات ،التكنولوجيا الحديثة أدخلت العديد من التغييرات على حياتنا العلمية ،أصبحت بعض المؤسسات التعليمية تضع برامجها السنوية في برامج خاصة على الانترنت وتوزع على التلاميذ الاَلات الذكية بدل الكتب ،كما ظهرت الدروس الخصوصية على المباشر تقدم كبديل لتنقل التلميذ من منزله الى غاية مقر المعلم ،يعني بوادر التغير صارت ظاهرة للعيان منذ مده ،حينها كان هناك خيار لدى الطبقة المتعلمة في قبولها أو رفضها لهذه الالية ،إلا أن زمن الكورونا حسم الأمر وأنهى الجدل حول هذه القضية ،الكل صار مجبر على قبولها والتأقلم معها ليس كخيار وإنما كحل سحري جاء في وقت لابد فيه على المسار التعليمي أن يواصل مهمته ،قد يجوز التوقف عن بعض الأمور لكن الغذاء والعلم يظلان مطلبان لا يمكن للحياة أن تستمر بدونهما ،التعلم عن بعد أظهر فعلا قيمة التكنولوجيا حينما تصبح ضرورة وظيفتها خدمة الحضارة وتفادي وقوع المجال التعليمي في فراغ الخسارة .
حياة قاصدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق