قراءة نَقْدية في قصّة { اللُعْبَة } للقاصة الفلسطينيّة اسمهان خلايلي ، المُشْتَركة بِها في مُسابَقة جروب ( الهراديبية ) للقصص القصيرة جدا " ق ق ج "
......................................................................................
" اللُعْبَة "
{ لمُسْتَقره الأخير ،أمَرَ بِتَشييد ضَريح مِن الذَّهَب الخالِص ، وَكانَ كُل صَباح يَقْتل أحَد عَبيده ، ويَدْهن بِدَمَه القَّبْر المَوعود .لم يولولوا ولم يلطموا ،حِين عَثروا عَليه يَتَمرَّغُ في دَمَه ، في الحَمام المُغْلق ، قَتَلَهُ أحَدُ العَبيد الذي أعَلَنَ انْتهاء الشوط . }
أي ناقد عالمي عندما يكتب نَقدا عَنْ قِصّة " اللُعْبَة " ؛ فيجب أن يتحدثَ عن قصص الشَّاعِر الأمريكي الشَّهير ادجارد آلان بو ، وهو أهم أدَباء أمريكا في القرن التاسع عشر ، وهو واحد مِنْ الذين وَضَعوا قوانين القصّة القصيرة ، وتمتاز قصص " بو " بالخيال والإثارة مُستخدما " الفَنْتازيا " .
و قِصّة " اللُعْبَة " قريبة مِن قصص " بو " ، و من الطبيعي أن تختلف ثقافة كل ناقد من النّقاد ، ولكن سيبقى الأدب الرّاقي الأصيل في وجدان كل قارئ ومُحب لفن القصص القصيرة جدا.
وتُذَكرنا قِصّة " اللُعْبَة " بقصص " ألف ليلة وليلة " وفيها يقتل الملك " شهريار " كل ليلة امرأة انتقاما من زوجته الخائنة حتى جاءت " شهر زاد " ليتعلم منها أنّه من الظُّلم أن نقتل الجميع لأن هناك خائنا!!
وفي قِصّة " اللُعْبَة " نري مَلكا طاغية يقوم بتشييد ضريح له مِن الذّهَب الخالص ، وكان يقتُل عَبدا مِن عَبيده كل يوم مُسْتَخدما دَمَه في دِهان قبْرَه ،وتنتهي القصّة بقتل الطاغية بواسطة عَبْد معلنا انْتَهاء الشَّوْط ، ويلاحظ القارئُ أن القاصةَ تعَمَدَت أن تقول : " انْتَهاء الشَّوْط " ، و القاصة تقصد بكلمة " الشَّوْط " أن عَذابَ الدُّنيا قد انتهى ليَبْدَأ حِسابُ الآخرة داخل { اللعبة }أي حياة الإنسان التي تنقسم إلى قسمين : ( الدُّنيا و الآخرة ) !!
كما أن تعبير القاصة " انْتَهاء الشَّوْط " هو جرس إنْذَار لكل حاكم طاغية يقوم بتوجيع شعبه ( عَبَّرت عَنه القاصةُ بالقتل ) أن هناك مَنْ سيقتص للجوعى ، كما حَدَثَ مع ثَورات الرَّبيع العَرَبي !!
النّاقد الأدَبي المِصري / عاطف عِزالدّين عَبدالفتّاح
مَسؤول النقد الأدبي في مؤسسة الحسيني الثقافية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق