اذا تصورت حياتك كتابا جلست يوما لتقرأه وتتصفح فصوله ، وتتمعن في معانيه ستصاب بالدهشة من كثرة الأحداث التي مرت عليك ولم تنتبه لها ، و من الكم الهائل من الأشخاص الذين حطوا رحالهم في حياتك أو غادروها ، الذين تركوا آلاما فيك او زرعوا آمالا داخلك ، ستنبهر من ردات فعلك ومواجهتك لبعض المواقف ، ستصاب بإحباط من هشاشتك أمام بعضها وقوتك أمام أخرى ، ستسخر من ضعفك ، وستعجب بقوتك ، سترفع القبعة لنفسك حين تغلبت وانتصرت على أحداث كنت تعتقد أنها نهاية العالم
ستحزن على أيام استنزفت مشاعرك وعلى أشخاص مروا بحياتك فأفسدوها ، وربما ستندم على مواقف لم تحسم أمرك فيها ، وعلى أشخاص لم تتح لهم فرصة التواجد بقربك من أجل آخرين لم تكن أنت تذكر في حياتهم ولم تمثل لهم شيئا ، سوف تستذكر احداثا مرارا وتكرارا لأنها أسعدتك وقتها ، وسوف تنسى أحداثا أخرى أو تقوم بتسريعها لأن مرورها على ذاكرتك يؤلمك ، تلك الأحداث التي أجبرت على تقبلها لتستمر الحياة ، والتي ما تنفك تلوم نفسك وتعاقبها لأجلها .
كل ما قرأته بين صفحات هذا الكتاب هو ما جعلك على ما أنت عليه الآن ، و ما ستقرره هو ما يجعلك ما تكون عليه غدا
فالانسان الواعي يجب عليه الانتباه ومراقبة أفكاره لتحسين حالته المزاجية و منع حالات الإحباط والفوضى الفكرية وانخفاض الطاقة وتدفق كل ما هو سلبي ..
لا تقرأ الماضي قراءة خاطئة ولا تدقق في تفاصيله ولا تكترث بمعاركه الجانبية ..لا تجعل نفسك سجينا له ..امض حتى لا يستنزف قلبك وعقلك وروحك .
أنتبهت للأمر ؟! لم يستمر لك حزن لفترة طويلة ، تقبلت الأمر بكل أريحية ، تقبلت راضيا أو مكرها ..واستمرت حياتك ومضيت في طريقك تسابق الأيام ، تقبلت الوضع كنت راضيا أم ساخطا ، تقبلت بكل استسلام وأدركت أنك يجب أن تواصل دون ندم على ما فات ودون ان تلتفت للوراء لتقول ليتني ، تقبلت لأنك عرفت أن دوام الحال من المحال ، تقبلت لتمضي وهذا ما يجب أن تكون عليه ، هذا هو فن التقبل الذي عليك أن تبرع فيه وتتقنه لتنعم بالسلام الداخلي ، لتحافظ على صحتك الجسدية والنفسية.
عليك بالتقبل لأن الحياة قصيرة لاتحتمل التدقيق فإذا دققت سلبت نفسك راحتها و زعزعت استقرارها
امضي و اكمل رحلتك فكل شيء سيمضي ولكن انت من سيتأثر انت من سيختار اما اكمال الرحلة بهدوء وسكينة او بقلق و اضطراب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق