.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

ليس هناك شيء يأتي في غير وقته المناسب..بقلم د/ نجية الشياظمي

كثيرا ما تتردد هذه العبارة على مسامعنا " الشيء الصحيح في الوقت الخطأ" قد تكون فرصا أو أحداثا يراها أصحابها أنها لا تناسب ظروفهم الحالية، أو أنها أخطأت الوقت المناسب ، لكنهم يكونون واهمين ، فكيف يكون لمدبر أمر هذا الكون بدقة متناهية على شساعته و اتساعه ، أن يمنحنا أشياء في غير وقتها المناسب ، هو مجرد اعتقاد خاطئ ، فكل شيء يأتي في وقته المناسب تماما مثلما تشرق الشمس و تغيب في موعدها المحدد تماما دون استقدام و لا تأخر .

نحن لا ندرك مدى الدقة التي تسير بها كل الأمور في هذا الكون رغم دقتها و صغرها أو حتى ما يبدو لنا أحيانا دون أهمية. علينا أن نكون واعين بأن كل تأخر في الوصول بين أيدينا لم يكن من نصيبنا في الوقت الذي نعتبره نحن هو الوقت المناسب . إنها مجرد اعتقادات تغلب عليها الأنا و الغرور ، لأننا نعتبر أن كل الخيرات حق لنا وقتما نشاء ، لكننا ننسى حقيقة أحقيتنا بها ، و هذا ما يحول دون وصولها أو حدوثها في الوقت الذي كنا نرغب بها فيه .

قد يكون الموضوع يشبه قصة المسافر الذي يتأخر عن موعد الطائرة ، فيندب حظه لعدم تمكنه من الالتحاق بالرحلة ، لكنه سرعان ما يخر ساجدا لله حينما يعلم أن الطائرة لم تصل أصلا لوجهتها بسبب وقوعها بعد الإقلاع بساعات قليلة . ما يجعله يبكي من شدة الفرح و من شدة رحمة الخالق به . أو ربما مثل ذلك الشيخ الذي لم تستقم احواله المادية إلا بعدما غزا الشيب مفرقه ، و ضيع فرصة الزواج بحبيبته بسبب فقره . لكنه لا يعلم أن ما تأخر في الوصول إليه كان حكمة من الخالق ، خصوصا و أن هذا الشيخ الذي كان شابا فيما مضى كان متهورا قليل النضج ، و لو من الله عليه بما هو فيه الآن من رزق وفير لكان سببا في ضياعه و خسرانه و دماره . هكذا تعمل النفس على أن تمني صاحبها و تجعله يندب حظه التعيس بكل ما تأخر في الحصول عليه ، في الوقت الذي يتوصل فيه إلى أن كلما تأخر كان رحمة من الله و كرما لا حرمانا و تعذيبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق