.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

رموش طويلة و كثيفة..د/نجية الشياظمي

أستغرب في كل مرة و بشدة حينما يصادفني ذلك الكم الهائل من الإعلانات بخصوص تطويل و تكثيف رموش العين ، أتساءل مع نفسي و أقول ، و هل أخطأ الله حينما جعل رموشنا بهذا الشكل العادي و البسيط ؟ هل من الضروري إعطاء كل هذه الأهمية لرموش العين ، فهناك الكثير من المخلوقات الي فضلها علينا رب العالمين برموش جد طويلة و كثيفة :رموش البقر مثلا او الفرس بل و حتى الحمار . ما الجمال في ذلك عندها ، إنها تحتاج لرموش طويلة كي تحميها من كل المؤثرات الجوية و المناخية من شمس و تراب و رياح ، لأنها تحتاج ذلك وهبها الله تلك الرموش بتلك المواصفات .
لكن ماذا لو بدل أن نهتم بالرموش نهتم بما بين الرموش ، بأعيننا ، كيف ترى و ماذا ترى ، و كيف نقوي بصرها و بصيرتها و رؤيتها و تحليلها و فهمها للأمور ، ما الفائدة من رموش "جميلة" لأعين لا ترى ، لأعين محدودة و قاصرة النظر ، فجمال العيون في عمقها و عمق ما ترى و ما تتطلع لأن ترى فيما بعد و في المستقبل . ماذا لو بحثنا عن الجمال الحقيقي و المتواجد في الأعماق و في الأخلاق، الجمال الذي يفرض علينا احترام الآخر مهما كانت رموشه غير مطابقة لمواصفات الجمال التي يتكلمون عنها و التي أصبح البعض ، بل الكثير مهووسا بها ، لدرجة تعريض النفس لخطر الموت أحيانا ، ففي كل يوم نسمع عن العديد ممن فقدن حياتهن أو على الأقل أصبح شكلهن بشعا لدرجة لم يكن يتصورنها و لدرجة تمنيهن العودة للصورة القديمة قبل التجميل . ماذا لو أدركنا أن الجمال مهما سعينا لأجله يبقى في النهاية شيئا فانيا و لا يدوم ، مهما حاولنا أوحاولن تجاهل ذلك . تقبل الذات و حبها هو الجمال الحقيقي الذي لا يفنى ، لأنه نابع من الأعماق لا من الشكل الخارجي و من الخارج ، نابع من أحاسيس حب الذات و حب خالقها . هذا هو الذي علينا البحث عنه ، لا ما تسوق له وسائل الإعلام و الشركات التجارية الكبرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق