أبحث عن وطنٍ
لا يهتزُّ لحشرجات الغسق
وصليل السيوف
ولا يبكِ كالأطفال
على نبيذ الغرام
إسمي غريب
حبي غريب
ووطني الذي حضن ابي
مُنذ تقادم الزمن
أضحى غريب
منذ غادرت ديار قومي
حيث وطن طفولتي
نسيت طريق عودتي
وضيّعت عنواني
وما زلت حتى اليوم
أبحث عن وطني الحبيب
الدّروب مؤصدة
والزمن قد تعثّر
لذائذ أحلامي تبدّدت
والضوء الهزيل قد شاخ ،
وتوارى في عُتمة الدرب الكئيب
إنني أرتجف من شدة البرد
الليل هُنا ………
كالسّهم
رسا على مجاديف الوجع
المشهد رمادي فاتر
يطوف في السماء
قادماً من كهوف الرثاثة
المغول الُجُدد ،
جاءوا لتحريرنا من عبودية الفساد
يُوزعون الموت بالمجّان
ويمحوا شهادة الغُفران لمن أراد
من العبيد
يتجولون بين حافات المُدن
المُمتدّة على سهوب الذّاكِرة
غير آبهيين لما سيتركوه للحياة
في هذا الفراغ السرمدي والعجيب
الأسى في دمي مُعتكِف
الأمل تتصارع عليه العتاريف
حتى هولآء الأطفال
الذين ينامون على جوانب الطرقات
وقعوا أسرى في فخاخ التجنيد الإجباري
دون ان يجدوا أحداً يعتني بهم
من بعيدٍ او قريب
ليس لهم ذنبٍ أقترفوه
سوى أنهم حلموا ذات يومٍ
بلعبةٍ يلعبونها
ولفافة زعتر
وقلب أمراءة دافئ
وكوخٍ للحب والسلام
فهل لي من وطنٍ
أهبهُ كل أحلامي
وأسكنه فسيح قلبي
وأتحرر من عيشي الغريب ؟
…………..جمال العامري م31/12/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق