دكتورة أسماء محمد سعد تكتب: فرط التنبه العصبي

فرط التنبه العصبي هو حالة يعاني فيها الجهاز العصبي من استجابة مفرطة للمؤثرات الخارجية مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق أو التوتر أو الانزعاج وغالبا ما يكون هذا التنبه المفرط مرتبطا باضطرابات نفسية أو عصبية تؤثر على نوعية الحياة اليومية للفرد

أسباب فرط التنبه العصبي
تتعدد أسباب فرط التنبه العصبي وتشمل الوراثة والبيئة المحيطة والتعرض لصدمات نفسية في مراحل مبكرة من العمر كما قد يكون للضغوط اليومية والأحداث المؤلمة دور مهم في تحفيز هذه الحالة خاصة إذا لم يكن لدى الفرد مهارات كافية للتكيف أو الدعم النفسي الكافي

الجهاز العصبي ودوره في التنبه
الجهاز العصبي مسؤول عن تنظيم استجابات الجسم للمثيرات المختلفة وعند حدوث خلل في هذا التنظيم مثل زيادة إفراز النواقل العصبية أو فرط النشاط في بعض مراكز الدماغ فإن الشخص قد يعاني من استجابات مبالغ فيها حتى للمثيرات العادية

الأعراض الشائعة لفرط التنبه العصبي
من أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب بفرط التنبه العصبي هي صعوبة في النوم تقلب المزاج التهيج المستمر التعرق الزائد تسارع نبضات القلب والانزعاج من الأصوات المرتفعة أو الأضواء الساطعة كما قد يشعر الشخص بالتعب الدائم أو الانفصال عن الواقع

فرط التنبه العصبي والقلق
يوجد ارتباط قوي بين فرط التنبه العصبي واضطرابات القلق حيث أن القلق المزمن يؤدي إلى زيادة استثارة الجهاز العصبي مما يخلق حلقة مفرغة من التنبه والقلق يصعب الخروج منها دون تدخل علاجي

تأثير فرط التنبه على الأطفال
يؤثر فرط التنبه العصبي على الأطفال بشكل كبير فقد يؤدي إلى صعوبات في التركيز أو فرط الحركة أو مشاكل في العلاقات الاجتماعية كما يمكن أن يظهر على شكل سلوكيات عدوانية أو انسحابية نتيجة عدم قدرتهم على فهم أو التحكم في مشاعرهم المتزايدة

الفرق بين فرط التنبه واضطرابات أخرى
من المهم التمييز بين فرط التنبه العصبي واضطرابات مثل التوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حيث أن لكل منها سمات مختلفة لكن قد تتقاطع الأعراض في بعض الحالات مما يتطلب تشخيصا دقيقا من قبل متخصصين

العوامل النفسية المؤثرة
تلعب العوامل النفسية مثل الشعور بعدم الأمان أو نقص التقدير الذاتي أو الصدمات العاطفية دورا مهما في زيادة الاستجابة العصبية كما أن البيئة المنزلية المتوترة أو العلاقات السامة قد تسهم بشكل مباشر في تفاقم الأعراض

العلاج السلوكي لفرط التنبه
يعتمد العلاج السلوكي على تعديل طريقة استجابة الفرد للمثيرات وتعليمه أساليب تهدئة مثل تمارين التنفس العميق والتأمل وتحديد الأفكار السلبية وتحديها مما يساعد في تقليل شدة التنبه العصبي بشكل تدريجي

العلاج الدوائي ودوره
في بعض الحالات قد يصف الأطباء أدوية مهدئة أو مضادة للقلق أو مضادات اكتئاب للمساعدة في تنظيم كيمياء الدماغ وتقليل استجابته المفرطة للمؤثرات وهذا يكون جزءا من خطة علاجية متكاملة

العلاج الحسي واستخدام المحفزات
بعض المصابين يستفيدون من العلاج الحسي الذي يشمل التعرض لمحفزات خفيفة بطريقة آمنة ومنضبطة مثل الروائح المريحة أو الأصوات الهادئة مما يساعد الجهاز العصبي على إعادة التوازن وتقليل الحساسية الزائدة

التغذية وتأثيرها على التنبه العصبي
للنظام الغذائي دور كبير في تنظيم عمل الجهاز العصبي حيث أن تناول كميات كبيرة من الكافيين أو السكريات قد يؤدي إلى زيادة التهيج بينما تساعد الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم وأوميغا 3 على تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج

أهمية النوم في التوازن العصبي
قلة النوم أو اضطراباته تزيد من التوتر العصبي وتؤدي إلى استجابات أكثر حدة للمؤثرات لذلك من الضروري تحسين جودة النوم من خلال روتين منتظم وبيئة نوم هادئة وخالية من المشتتات

الدعم الاجتماعي والعاطفي
الدعم من العائلة والأصدقاء له دور كبير في تخفيف الأعراض حيث يشعر المصاب بأنه ليس وحيدا وأن هناك من يتفهم حالته ويساعده في التعامل مع التحديات اليومية بشكل إيجابي وفعال

الوقاية وتقوية المرونة النفسية
الوقاية من فرط التنبه العصبي تبدأ من الطفولة من خلال بيئة مستقرة وتعليم مهارات التكيف وإدارة المشاعر كما يمكن تقوية المرونة النفسية من خلال تجارب إيجابية متكررة وتدريب العقل على التفكير الواقعي

إذن نستطيع القول بأن فرط التنبه العصبي
فرط التنبه العصبي ليس ضعفا في الشخصية بل هو حالة عصبية تحتاج إلى فهم ووعي وتعامل صحيح ويمكن للمصاب أن يحيا حياة طبيعية وناجحة إذا تم دعمه بالعلاج المناسب والبيئة المتفهمة والاستراتيجيات الفعالة للتأقلم

تعليقات