هكذا هم العظماء ، العظماء بعقولهم و شجاعتهم ، و تأثيرهم بمن حولهم ، هؤلاء فقط هم من حينما يرحلون تنكسر تلك القلوب التي كانت تتابعهم عن كثب ، تصغي إليهم ، تتعلم منهم ، تشتاق إليهم حينما يرحلون ، فقد كانوا أقرب من غيرهم ، لم يقوموا بأي جهد كي يثيروا انتباهنا ، سوى إن كلماتهم ، أحاسيسهم كانت صادقة بالقدر الذي جعلها تصل إلى قلوبنا مباشرة ، و بكل سهولة و يسر ، هكذا يخلقون الفرق بينهم و بين الآخرين . هكذا يتركون فراغا و شرخا في قلوبنا عند غيابهم . بسطاء بصدقهم ، مبهرين بإبداعهم ، كرماء بما كانوا يجودون به من كل قلوبهم ، نحتاج هؤلاء كثيرا ، هم من يحلون حياتنا و كأنهم يضعون قطعة سكر في كل يوم يمضي علينا ، و نحن نستمتع بخلقهم و إنجازهم ، كلمات ، موسيقى أو أي شيء منهم ، كاف كي يعيد خفقات الأمل إلى قلوبنا ، ربما هي خفقات قلوبهم تلك التي يمنحوننا إياها في كل مناسبة . نفقد بفقدانهم الكثير ، فنادرة هي تلك البطون التي تنجبهم و تنجب أمثالهم . هكذا أحسست بغياب العبقري "زياد الرحباني " حينما رحل ، في الوقت الذي بقيت فيه كل إبداعاته حاضرة بقوة تذكرنا بأن الحياة تستحق العيش ، لكنها دون إنجاز لا تساوي شيئا .
نجية الشياظمي تكتب: هنيئا لمن يٓبكيه حتى من لا يعرفه
تعليقات