كثيرا ما تطفو على سطح العلاقات الاجتماعية و خصوصا منها الزوجية ، خلافات و اختلافات لا يستهان بها ، كذلك كان الأمر بالنسبة لعلاقتنا التي لم تكن تختلف كثيرا عن الآخرين ، لكنني اليوم لا زلت أستغرب من رفضي للكثير من الأمور ، و التي كنت بمجهود بسيط تستطيع تغييرها ، بل وكنا سننتقل بعدها لما هو أفضل ، لكنك كنت ترفض ، ربما هو خوفك عجزك رفضك أو حتى مقاومتك ، لكل ما كان سيكون سببا لانسجامنا و تفاهمنا مع بعضنا . و دون وعي منك كنت تشتغل و تعمل ضد نفسك و مصلحتك ، لأنك كنت دائما تسأل عن سبب الفجوة بيننا ، في الوقت الذي لم يكن عندي رد عليك سوى : أن رفضك لما أطلبه منك هو السبب ، لم تكن مٓطالبي مكلفة و لا باهظة الثمن ، كانت أبسط مما تتخيل ، و خصوصا لو أنك اليوم عدت لتطلع عليها أو لتتذكرها .
كنت أعلم أنك ستندم ، ليس على خسارتك لي و لكن لعدم قيامك بأي مجهود بسيط يحقق لي ما كنت أنتظره منك ، صعب جدا حينما يكون مقابل سعادتك مجهود بسيط أنت مطالب بالقيام به ، لكن تكبرك و غرورك كانا يجعلانك دائما ترفض تقديم المقابل ، و بصراحة كنت ترفض تحقيق السعادة لنفسك و لنا معا في نفس الوقت . ربما فات الأوان على تذكر هذا الكلام ، لكنه كلام و عبرة و حكمة متاحة لكل من يحتاجها حينما يقرأ هاته السطور .
الحياة بسيطة و أيام العمر معدودة ، لكننا نستمر دائما في التذمر و الشكوى من كل ما يحيط بنا دون أن ننتبه لحظة واحدة لما نرتكبه في حق أنفسنا من -خطاء قاتلة ، هكذا تمضي أعمارنا بساعاتها و دقائقها و ثوانيها و نحن غافلين عن إسعاد أنفسنا. ماذا لو منحتنا الحياة بعض صبرها علينا و تريثها كي نستفيد من اختباراتها لنا ، لنخرج بالنتيجة المرضية لنا جميعا ؟ ماذا لو انقرضنا من على وجه هذا العالم ، من غيرنا ستختبره و تلقنه دروسها .
عموما نحن من نخسر دائما في مواجهتها ، نحن من ننسى و نكرر نفس الأخطاء ، نحن من نضيع الفرصة الوحيدة المتاحة لنا في عيش السعادة ، في تكبر و غرور و تعال على بعضنا و أحيانا كثيرة على أنفسنا أيضا .
كنت أعلم أنك ستندم حينما لا يفيدك الندم ، و ها أنذا أذكٍرك اليوم ، فلعل الحياة تمنحنا فرصة أخرى نعيش من خلالها عمرا لا نكرر فيه نفس أخطائنا ، و نكون قد استفدنا و استوعبنا بالقدر الكافي الذي لا نكون فيه مضطرين لتكرار نفس المأساة .
دكتورة نجية الشياظمي تكتب/ستندم حينما تفهم..من كتاب(رسائل عتاب)
تعليقات