فصام الأطفال في الصحة النفسية..بقلم الاستشارية دكتورة/أسماء محمد سعد

فصام الأطفال هو اضطراب نفسي نادر وخطير يؤثر على الطريقة التي يفكر بها الطفل ويشعر بها ويتصرف بها ويبدأ عادة قبل سن الثالثة عشرة ويشبه فصام البالغين لكنه يظهر في سن أصغر مما يجعل تشخيصه وعلاجه أكثر صعوبة ويحتاج إلى وعي دقيق من الأسرة والأطباء والمعلمين من أجل التمييز بين أعراضه وبين تخيلات أو سلوكيات الطفولة الطبيعية.
أعراض فصام الأطفال:
من أبرز أعراض فصام الأطفال الهلوسات السمعية حيث يسمع الطفل أصواتا لا وجود لها في الواقع وقد يصاب بأوهام غريبة أو أفكار غير منطقية كما يعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعره أو فهم مشاعر الآخرين وتظهر عليه علامات انسحاب اجتماعي وضعف في الأداء الدراسي وتغيرات واضحة في السلوك والمزاج وقد يبدو منفصلا عن الواقع بشكل كامل
أسباب فصام الأطفال:
لا يوجد سبب واحد واضح لفصام الأطفال لكن العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا حيث يزداد خطر الإصابة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض وتؤثر العوامل البيئية كذلك مثل التعرض للضغوط النفسية الشديدة أو العدوى أثناء الحمل أو الولادة المعقدة كما أن التغيرات في كيمياء الدماغ ونموه قد تسهم في ظهور الأعراض لدى الأطفال المصابين
تشخيص فصام الأطفال:
تشخيص فصام الأطفال يتطلب تقييما دقيقا من قبل أطباء نفسيين مختصين ويشمل التقييم ملاحظات سلوكية مفصلة ومقابلات مع الأهل والمعلمين واختبارات نفسية لاستبعاد اضطرابات أخرى مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ويتم التأكد من أن الأعراض مستمرة ومؤثرة على حياة الطفل اليومية لمدة طويلة وليس لفترة مؤقتة فقط
علاج فصام الأطفال:
يشمل علاج فصام الأطفال مجموعة من الأساليب المتكاملة مثل الأدوية المضادة للذهان التي تساعد على تقليل الهلوسات والأوهام والعلاج النفسي الذي يساعد الطفل على فهم حالته والتعامل مع مشاعره وكذلك العلاج الأسري لتثقيف الأهل وتقديم الدعم اللازم لهم ويكون للتعليم الداعم وخطط الدراسة الفردية دور مهم في مساعدة الطفل على متابعة دراسته حسب قدراته
إذن :
يعتبر فصام الأطفال حالة تحتاج إلى رعاية خاصة وتعاون مشترك بين الأسرة والمجتمع والأطباء ويجب التوعية المستمرة حول هذا الاضطراب لتقليل وصمة العار المرتبطة به وتمكين الأطفال المصابين من الحصول على حياة مستقرة قدر الإمكان والاندماج في المجتمع بشكل آمن وداعم

تعليقات