لا تسعى لتصحيح سوء الظن بك فالناس يرونك كما يريدون لا كما أنت والقلوب إذا انصرفت لا تعود كما كانت ومن أساء الظن بك لن يصغي إلى مبرراتك ولن ينظر إلى أعذارك بل ستفسر كل تصرفاتك بطريقة تزيد من قناعته بأنك على خطأ.
إضاعة الوقت في إرضاء من اختار أن يسئ الظن بك استنزاف لروحك لا فائدة منه فالعقول المليئة بالأحكام المسبقة لا تتغير بسهولة وأحيانًا تتعمد فهمك خطأ لأن ما في داخلها لا يتيح لها رؤية الحقيقة بوضوح.
عش بصدق مع نفسك لا تبحث عن تبرير نيتك لكل من يشك فيها فمن يعرفك حقًا لا يحتاج إلى تفسير ومن لا يعرفك لن يقتنع مهما قلت.
النية الطيبة لا تحتاج إلى إعلان والعمل الصالح لا يحتاج إلى تصفيق فقط امض في طريقك ولا تنظر خلفك فمن يظنك سيئًا لن يراك نقيًا مهما فعلت ومن يراك بعين المحبة لن يصدق عنك إلا خيرًا.
لا ترهق قلبك ولا تستهلك وقتك مع من قرر أن يسئ فهمك فليس كل من ظنك سيئًا سيعترف يومًا بخطئه بل سيجد في كل حسنة لك دليلًا على سوء ظنه.
كن كما أنت وليكن قلبك مطمئنًا بأن الله يعرف النوايا ويفهم الصمت ويعلم ما في القلوب وهو كافيك عن العالمين.
التوازن النفسي لا يتحقق بمحاولة إرضاء الجميع بل يتحقق حين تدرك أن رأي الناس لا يحدد قيمتك وحين تتوقف عن مطاردة التبرير لكل تصرف تقصده بخير فيساءُ فهمه بسوء.
حين تحتفظ بهدوئك أمام الظنون الخاطئة فأنت تحمي طاقتك من الهدر وتحمي قلبك من الانكسار وحين تترك الأمور تمضي دون دفاع دائم فأنت تنقذ نفسك من دوامة لا تنتهي.
التوازن النفسي يعني أن تعرف متى تصمت ومتى تتحدث ومتى تمضي ومتى تقف أن تعطي كل شيء قدره دون إفراط ولا تفريط حتى ظنون الناس لا تبالغ في وزنها ولا تقلل من أثرها ولكن تضعها في مكانها الصحيح.
لا تهتز كلما ظنك أحدهم على غير حقيقتك ولا تحزن حين يشكك فيك من لا يعرفك فالعقل المتزن لا يستنزف نفسه في معارك لا جدوى منها.
الطمأنينة الحقيقية تأتي حين تثق أن ما عند الله لا يضيع وأن الناس لا يملكون لك ضرًا ولا نفعًا إلا بما كتب الله لك
لا تسعى لتصحيح سوء الظن بك..بقلم الاستشارية الدكتورة/أسماء محمد سعد
تعليقات