مع قدوم هذا اليوم أدهشتني و راقت لي كثيرا مبادرة جميلة قامت بها دولة فرنسا ، وذلك بتشريع قانون يمنع التدخين في الأماكن العمومية . تذكرت كم نحتاج الى مثل هذه القوانين التي ترقي أخلاقنا ، و تساهم في الحفاظ على صحتنا . و من منا لا يعلم أن التدخين مميت و قاتل ، لا بل إنهم حتى يكتبونها على علب السجائر :"التدخين قاتل " لكن ما الفائدة ، ما دام المستهلك ، يقرأ و يتجاهل و يأخذ السيجارة من علبة الموت ! أستغرب لهذا الفعل حقا ، هل هي محاولة انتحار ؟ لكن حينما تكلم أحدهم ، تجد أنه يبرر فعله ذلك بأن في الحياة أمورا كثيرة قاتلة . فهذا الهواء الملوث و نحن مضطرون لتنفسه رغما عنا ، و هذا الماء أيضا و الذي لا يخلو من مواد سامة ، و هذا الأكل و غيره ...و غيره... مما نأكله أو نشربه . لكننا مضطرين للأكل و الشرب و لن نموت جوعا و لا عطشا ، لكن تناول أو تدخين السجائر ليس ضرورة بالنسبة للبعض ، لكنه ربما يكون ضرورة قصوى لمن تعود عليه و أدمنه . حيث تغيب المتعة و لا تحضر إلا بتناول المادة المدمنة ، قد يبدو الموضوع سهلا ، لكنه معقد نظرا لتعلق المدمن بمادة او سلوك إدمانه ، فعلى سبيل المثال أغلبنا مدمنون على تصفح الهواتف النقالة ، مع علمنا بضررها و تأثيرها السلبي على جودة حياتنا النفسية و الجسدية . لكننا لا نمتنع عن استعمالها ، ربما لأن الجوانب الإيجابية للهواتف أكثر من سلبياتها .
لكن التدخين ضار و لا ضرورة لإقناع المدخن بذلك ، لكن المشكلة تكمن حينما يسمم الأب أو رب الأسرة نفسه و يسمم أفراد أسرته بما فيهم فلذات كبده ، و هم مغلوبون على أمرهم . بالإضافة إلى نقل سلوكه السلبي لهم و إعطائهم نموذجا سلبيا يقتدون به في حياتهم ، كل هذا قد نجد له مبررا أو مبررات ، لكن ما الداعي لحرق و تضييع ميزانية لا يستهان بها ، قد تساهم في رفع مستوى معيشة أسرة بأكملها ، خصوصا أن الظروف الاقتصادية في تدهور مستمر .
ميزانية لا بأس بها ـ حسب نوعية السجائر و جودتها - كل هذا بالإضافة إلى الأمراض الخطيرة التي تصيب المدخنين في نهاية أعمارهم و قد نخرت السجائر أجسادهم و صحتهم .
ما أحوجنا جميعا أن نتوقف عن ممارسة أي نوع من الإدمان ، خصوصا التدخين الذي يدمر صحة أصحابه دون هوادة و لا رحمة .
اليوم العالمي لمكافحة التدخين..بقلم د/ نجية الشياظمي
تعليقات