*ما أجملها ماما ! هكذا صاحت شذى تخاطب والدتها .
*ردت الوالدة : إنها تبدو زهرة جميلة ، جذابة بألوانها طالما هي مجرد زهرة . لكنها حينما تنمو و تكبر تمنحنا فاكهة بأشواك دقيقة و صعبة حينما تخترق بشرتنا .
اندهشت الطفلة و قالت :و كيف تصبح كذلك و هي الآن رقيقة و لطيفة ؟
*ردت الأم دون تردد :إنه أصلها ، و ظروفها يا شذى...
*لم افهم ماما
*حبيبتي تعالي كي أشرح لك : زهرة الصبار كما ترين ، جميلة و رقيقة و لا تؤذي و ليس لها أي أشواك بعد ! لكن تعالي ، انظري الى شجرة الصبار دون أن تقتربي ، حذاري عزيزتي فهي مليئة بالأشواك كما ترين .
*صاحت شذى مستغربة : أين هي الأشواك ؟ أنا لا أراها .
انتبهت الأم فقد كانت تفهم جيدا في النباتات و الأشجار ، لقد كان ذلك تخصصها حينما درست الهندسة الزراعية .
*معك حق صغيرتي :هذه ليس فيها أشواك ، هذا النوع من الصبار ينمو بدون أشواك ، تعالي سوف نرى تلك الشجرة هناك يبدو أن بها أشواكا كثيرة و قاسية . هل تعلمين ؟ هذه الزهرة فاكهتها تكون مشوكة . هل تذكرين أنني أخبرتك أن ذلك يحدث بسبب أصولها و ظروفها ؟
*نعم ماما لكنني لا زالت لا أفهم ،
*ما أقصده يا شذى أن أصل الصبار يعود للصحاري ، هناك نمت و كبرت كل أنواع الصبار ، و قد تحولت أوراقها إلى أشواك بسبب شدة الحرارة و قلة المياه ، إنه نوع من التأقلم مع الظروف . و كذلك الانسان يا شذى لا يولد قاسيا ، لكن ظروفه تجعله كذلك . إبتعدت الطفلة بعيدا كي تمسك بالكرة التي كانت تتدحرج على العشب ، و تركت الأم تهمس مع نفسها مرددة ، الظروف أشد ما يمكن أن يغير الإنسان من لطيف هادئ الى شرير غاضب .