في هذا اليوم الربيعي الجميل ، امتطيت الحافلة التي انطلقت بنا في اتجاه الدار البيضاء ثم بعدها الى الرباط انبهرت بتلك المناظر الجميلة و التي كانت ملونة بكل ألوان الطبيعة ، أحيانا بيضاء ، و صفراء فاقعة ، و برتقالية ، و أحياناً أخرى وردية ، هذا كله غير ذلك البساط الأخضر الذي فرشته الطبيعة ، تكاثفت أيادي الطبيعة و تعاونت كي تنسج ذلك الفراش المزركش ، والذي غاب عن أعيننا مدة طويلة بطول سنوات الجفاف التي شحت فيها السماء ، وشحت فيها القلوب أيضا ، لست أدري لماذا يرتبط عطاؤنا وكرمنا بعطاء الطبيعة و كرمها ، ربما لأننا نشبهها أو لأننا جزء لا يتجزأ منها. وكأن كل شيء تغير و في أيام قليلة . أينعت تلك الزهور التي كانت في علم الغيب تحت التراب ، كانت نائمة في انتظار الرحمة و الغيث . في انتظار أن تحيا من جديد و تزين الأرض و تبهج أنظارنا بتلك الألوان الزاهية.
عم اليأس و القنوط و اقتنعنا بأن الجفاف أصبح حقيقة حتمية لا مفر منها ، منهم من استعاض عن الأمطار بأجهزة الرش ، تلك التي أبدت عجزها التام أمام تلك القدرة الهائلة التي روت التراب و الصخر ، و التي أفاضت الأنهار و الشلالات ، تلك التي بقيت لفترة مهجورة و يتيمة ، لم تكن بها حياة . كانت عبارة عن مدافن و قبور لكل شيء جميل فوق الارض . و حينما جادت السماء و انهمر خيرها ، عاد كل شيء و أصبح جميلا . تنفس الناس الصعداء و هدأت قلوبنا و اطمأنت كان من الضروري أن تهدأ و تطرب و تغني ، بعد تلك الخيرات التي انهمرت غير مبالية بنوايا الناس و لا حتى بسوء ظنهم . هكذا نكتشف يوما ألا شيء مستحيل ، و أن كل مخاوفنا كانت نابعة من داخلنا من عقولنا و قلوبنا فقط لا من العالم الخارجي.
رحلة ملونة..بقلم المبدعة د/نجية الشياظمي
تعليقات