نجية الشياظمي تكتب/ رسالة إلى غوتيريش

أعجبتني كثيرا مقولة الأمين العام للأمم المتحدة في اليوم العالمي للمرأة لعام 2025 حينما قال : "عندما تزدهر الفتيات تزدهر المجتمعات " و حينما فكرت مليا في مقولته التي ستستمر إلى أن تزدهر الفتيات ، وددت أن أرد عليه و أقول أن الفتيات و المجتمعات ستزدهر حينما تزدهر عقولنا الانسانية ، بالعدل و الاحترام . و سيرد هنا الكثير قائلين أن النساء أخذن ما يكفي و أكثر فما الذي يبحثن عنه بعد كل ما حصلن عليه ؟ لا تزال هناك الكثير من الفروقات و الاختلافات بين الجنسين بسبب العقليات القديمة و غير العادلة ، فالإحصائيات تقول أن كل عشر دقائق هناك امرأة تُقتل على يد شريكها أو أحد أفراد أسرتها . 
يضيف غوتيريش (الأمين العام للأمم المتحدة ) على أن 612 مليون امرأة و فتاة يعشن في ظل الصراعات المسلحة ، بالإضافة إلى أن الثلث فقط هو الذي يشارك في سوق العمل في جميع أنحاء العالم . و أن تلك اللائي حظين بذلك الشرف يكسبن أجورا أقل بكثير .
فكيف تزدهر فتياتنا دون تعليم كاف لتنوير عقولهن و اعتمادهن على أنفسهن في حال بقين دون عائل يوفر احتياجاتهن ، و كيف يتم ذلك الازدهار حينما يُكافأ نفس المجهود بأجر أقل فكيف تزدهر فتيات وسط مجتمعات تشهد لجنس الذكور فقط ، بعقل و قوة و استحقاق أكبر ، كيف يزدهر مجتمع يكاد يكون نصفه أو حتى مجرد ثلثه فاقد لقواه و مؤهلاته لأي سبب من الأسباب .
و سيكون المجتمع أكثر ازدهارا حينما لا يحس أي أب بالعار عندما يسمع "مبروك أصبحت أبا لبنت " في الوقت الذي كان يتمنى أن نبارك له مقابل حصوله على مولود ذكر . وسوف نكون أكثر ازدهارا حينما لا تُحرم أي فتاة من إكمال تعليمها مقابل أن تتزوج أو أن تلجأ للخدمة في البيوت بسبب عوز أهلها . 
وسنكون أكثر ازدهار حينما نصبح أكثر إنسانية .
تعليقات