و يأتي رمضان ليذكرنا في كل مرة أن التغيير ضروري و مؤكد ، ففي كل مرة نعيش حياة روتينية رتيبة طوال السنة ، إلى أن نتذكر أنه لم يتبقى على شهر رمضان سوى أيام معدودات ، ثم نهب لأجل الاستعداد له .
إنه التغيير الحقيقي الذي نحتاجه و نكون في انتظاره في كل مرة ، لكننا نخاف دائما من المبادرة الفردية ، نحتاج دائما إلى الجماعة كي نحس بالقوة و الدعم و التضامن . و من المؤكد أن حياتنا تحتاج إلى الكثير من التغيير لكننا لا نجرأ و لا نتجرأ لأسباب كثيرة ، خوفا من الآخرين ، خوفا من الاختلاف ، من الانتقاد ، من عدم النجاح في أعين المراقبين ، مع أن الأمر حق مشروع للجميع ، فلكل منا اختيار ما يناسبه و يروق له ، و ليس في حاجة إلى أن يأخذ موافقة الآخرين أو مباركتهم لخطوته التي لا تهمه إلا هو و هو فقط .
الكثير من الأمور التي تحتاج منا الكثير من الجهد و التفكير لأجل تغييرها بسبب أنها "قد "ـ و أنا هنا أضع ألف خط تحت كلمة "قد"ـ لا تروق للآخرين ، لغيرنا أقصد . فما المانع أن نعيش حياتنا كما يروق لنا لا كما يروق للآخرين . ما العيب أن نتحمل مسؤولياتنا دون أن يكون للآخرين اعتراض عليها . ما الداعي لأن أنصب نفسي حكما على اختيارات غيري و أن أنتقد و أن ألوم لمجرد أنني أعتقد أنني أفهم أكثر منهم ، أو أنني أخاف عليهم أو على مصلحتهم .
هذا لا يعني أنني لا أهتم لمن يهمني أمرهم ، لكنني في نفس الوقت لا أود أن أعيش حياتهم مكانهم و بما يروق لي أنا ، دون أن يروق لهم .
الحب الحقيقي أن يكون من نحب في راحة و أمان حتى و لو اختلفنا على بعض التفاصيل .
كل عام و نحن جميعا بخير و كل رمضان و نحن نسعى و نُقدم بشجاعة على عيش حياة تناسبنا و تسعدنا .
المبدعة د/نجية الشياظمي تكتب: رمضان شهر التغيير للأفضل
تعليقات