نجية الشياظمي تكتب/هنيئا لنا بالعيد

وتتوالى الأيام و الشهور والسنوات ، و تتوالى الأعياد و المناسبات ، و دون معرفة منا بالقادم ، نفرح و نحتفل و ننتظر ما سيأتي بعد ذلك ، و حينما نتأمل حياتنا نعي كم من الأيام و الأعياد و المناسبات مرت علينا ، و نحن في كل مرة ننتظر بشوق أياما و أعيادا أخرى . بل إننا نكون على يقين بذلك ، و هذه هي حلاوة الحياة ، تفاؤل مستمر و دائما في انتظار الجديد ، في انتظار الحياة بكل ما فيها ، حتى في أقسى الظروف ، نبقى متطلعين للأفضل و الأجمل . نتماسك و نحاول أن تبقى أقدامنا ثابتة على الارض ، بل إننا نفعل ذلك بكل قوة يقينا منا بأن الأيام تتغير و تمضي ، و بأننا نخلع عن أنفسنا في كل مرة تلك النسخة الباهتة و الضعيفة ،  نتخلص منها بكل شجاعة و صبر و أمل .
ننسى الألم و نحن نتطلع للبهجة و الفرح ، تعاكسنا الأيام و نحن لا نكن لها سوى العشق و الهيام ، محبين متوسلين نرجوها أن تمر بسلام . فقد تعبنا من شدة جفافها أحيانا و قسوتها . نحب أيامنا بل نحب حياتنا و أنفسنا من خلالها . نتحمل كل شيء من أجل بلوغ أيام أكثر هدوءا و إشراقا ، فهذه رغبتنا رغم كل شيء .
نحاول أن نغير الألوان ، أن نرسم في أعالي السماء شمسا كبيرة مضيئة تدفئ الكون و تسعده ، و في المقابل نمحو تلك المساحات الرمادية فنجعلها زرقاء ساطعة تبهج النفس و الروح .
من منا ليس كذلك ؟
هنيئا لنا بالعيد ، هنيئا لنا بالسعادة حتى و لو كانت قليلة ، نعلم جيدا أننا نستحق أكثر ، و في انتظار أن يحدث ذلك سنظل مبتسمين مبتهجين ، ننشر الفرح و التفاؤل و الجمال في كل زوايا هذا الكون الفسيح .

تعليقات