.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الحيــاة..رؤية فلسفية بقلم المبدعة د/نجية الشياظمي

تعودنا أن نحسب أعمارنا بالسنين ، و لم نفكر يوما في عدها و حسابها بالساعات ، أو الدقائق و الثواني أو ربما بدقات قلوبنا أو بعدد كل شهيق و زفير ، لم نفكر يوما في ذلك أو لربما فكر البعض لكننا لم نأخذها كقاعدة عامة نعتمدها جميعا لحساب أعمارنا ، أو كم من شروق و غروب مر علينا في كل تلك السنين التي نعيشها ، حتى أن البعض يحس بالحرج من وضع شمعة لكل سنة من عمره لبمناسبة عيد ميلاده لأنها ستغطي كعكة عيد الميلاد كلها ، فيختصرها في شمعة واحدة لكل عشر سنين أو ما شابه ذلك ، لكن ماذا لو تذكر أن يحسب عمره بالطريقة التي سبق و ذكرتها ، من المؤكد أننا كنا سنذهل و نحس بالرعب الشديد من هول عدد الساعات و الدقائق ، و عدد دقات القلوب و زفرات الهواء عند كل نفس نأخذه أو نخرجه خلال كل تلك السنين التي مرت علينا.  لست أدري لم جاءتني هذه الفكرة الغريبة ، و قد كنت قبلها أدردش مع أحدهم و تذكرنا كل تلك الشخصيات التي تعبت من حياتها فوضعت حدا لها ، مع أنها كانت في قمة النجاح و الإنجاز. ما الذي يجعل الإنسان يمل و يشبع من حياته فيضع حدا لها في الوقت الذي نجد فيه غيرهم متمسكين بحياتهم رغم بؤسها .  ما الذي يجعل البعض يستعجل النهاية ، في الوقت الذي يظل غيرهم يصلون و يدعون أن يطيل الله في أعمارهم. و طبعا بغض النظر عن الأسباب الدينية أو العقائدية التي تجعل بعضهم هكذا و البعض الآخر كذلك.  غريبة فعلا هي الحياة ، أو ربما الغرابة موجودة فينا نحن ، نحن من لا نفهم شيئا أحيانا، في الوقت الذي قد نفهم فيه أكثر من اللازم أحيانا أخرى . نعيش على نفس الكوكب بمعان كثيرة و مختلفة ، و بمفاهيم متعددة و متجددة .  نستدفئ بنفس الشمس و نستظل بنفس السماء ، نستنشق نفس الهواء ، نشرب نفس المياه و ناكل نفس الاكل رغم اختلاف طرق صنعه ، و مع ذلك تسكننا مشاعر و أفكار مختلفة و شاسعة الاختلاف تجاه نفس الحياة .  و كل يراها بعينه هو و يحسها بمشاعره هو أيضا لكننا متفقين على تسمينها بنفس الاسم "الحياة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق