.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجية الشياظمي تكتب: الغالي لا يُباع ، يباع الرخيص فقط

في أحد الفيديوهات المسجلة على الفيس بوك _و نعلم جميعا الفيس بوك و ما ينشر عليه و ما يتداول من خلاله _ وجدت سيدة تطلب من أخرى إعطاء سعر مقابل زوجها في حال أحبت التخلي عنه مثلا ، فأنا استبعد أن يبيع شخص شخصا آخر... أولا لأننا لسنا في سوق النخاسة ، و ثانيا لأن قيمة أي إنسان عندنا تكون معنوية لا مادية حتى ناخذ مقابله قدرا من المال ، لكنني ذهلت حينما وجدتها تستهين بالمبلغ المعروض عليها ، و تطلب أكثر منه مع أنها صرحت و أكدت سابقا أنه أبو أبنائها و لا يمكنها بيعه لكنها حينما تخيلت المال أمام عينيها هان عليها الزوج و الأب و قررت بيعه بالمليون بدل الألف . بل و تقدم خدمة مجانية بالإضافة للبيع : ألا و هي أن تقدم المسكين مع حقيبة ملابسه للأخرى .
و فعلا جلست أتأمل هذا الموقف بيني و بين نفسي ، فوجدتني اردد "أن الغالي لا يُباع ، يباع الرخيص فقط". فكيف تهون العشرة على زوجة عاشت ردحا من الزمن مع رجل بل و عاشت تحت كنفه و أنجبت منه أولادا كما تقول . هل يساوي المال و يعوضنا عمن نعتبرهم أغلى الناس . و كيف يعمي الطمع أعين البعض، و يجعل غشاوة على أعينهم ، تجعلهم يسترخصون الغاليين و يبيعونهم في غمضة عين و في غفلة من الزمن .
و هل لهذا التصرف مبرر الحاجة إلى المال ام أن أمورا أخرى علينا وعيها و فهمها و استيعابها هي السبب. فكرت أيضا في حال ما طرح هذا السؤال على طفل ، هل كان سيبيع أباه أو أمه أو حتى أخاه بسهولة مثلما فعلت تلك الزوجة مع زوجها . أعتقد أن البعض سيقول أن الأطفال لا يقدرون قيمة المال ، لكن ماذا لو أغريناهم ببعض اللعب أو الحلوى و هي أكثر ما يجذبهم و يستهويهم ؟ هل كانوا سيبيعون الغاليين على قلوبهم ؟ أم أنهم كانوا سيتشبثون بهم و يضحون بحفنة من المال في سبيل المحافظة عليهم .
ذهلت من هول هذه التجربة ، و ما يمكن أن ينتج عنها من ردود أفعال مشابهة ، بخصوص قيمة أحبتنا ، و قيمتنا عند أحبتنا. هل يأتي علينا زمن يصبح فيه المال أغلى هدف و أكبر أم يا ترى أن العشرة أصبحت اهون مما نتخيل و خصوصا في هذا الزمن "الأغبر" كما وصفته الزوجة المتكلمة في الفيديو .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق