.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

ليلى حسين تكتب: النكد الدولي و فشل الإدارة

 
منذ أعوام بدأت الكارثة التي ظن الجميع أنها أزمة عابرة يتخطاها الوطن ، ويشتد عوده من جديد .. تشيطن صندوق النكد الدولي ، ليقهرنا بتعويم الجنيه  ضغط علينا  ، صادر أنفاسنا .. و غرقنا ..

لا أفهم السياسة و لا أحب الساسة ، فمعظم الزعماء يلهثون على كرسي الحكم من أجل منافع أو مجد شخصي ، الحكام أبدا ليسوا آلهة و لكنهم يتناسون ذلك مع شهوة الحكم و إغراء الكرسي ، فيتكاثر داخلهم إحساس العظمة ، والانفراد بالسلطة حد التخبط و الغرق و لا منجي من المهالك إلا الله .. تتناقل الأخبار دائما و تترك بصمات على شاشة الواقع بأن السياسة عمل لا أخلاقي موشوم بالنجاسة ، و لأنني من جيل بائد يحسن الظن !
توقعت أن يلعب الزهر و تتبدل الأحوال ، ظننت ان للفقراء كرامة ، وأن المرجيحة سوف تعلو بنا يوما ، أن العيش “حبة فوق و حبة تحت ” فتتضح الحقيقة الموجعة المزعجة ، أنه نصيبنا “فحت.. فحت” .. أن ابن البهية الشريف محتل ويظل قدره “تحت .. تحت ” ..
متوالية”تعويم الجنيه”تتفاقم و سقوط الشرفاء في براثن الفقر ، حد الجوع الفكري والبيولوجي والإنساني طوفان ، يقضي على الطبقة المتوسطة ليصل بها الحال إلى أعتى درجات الظلم و السواد ، الفقير يزداد قهرا ، صناديق القمامة خاوية من لقيمات الخبز وعلب الجبن الفارغة واعواد الخس والفجل والجرجير !
قبل الثورة التي أهدر فيها دم خير شباب الوطن و أجهض فيها حلم الحياة والخير والتعليم والحرية ، كانت صناديق القمامة وليمة ثرية للقطط والكلاب والبشر والهوام ، تفيض بالعظم و بقايا اللحوم والفاكهة والخضر التالفة، هكذا كان المشهد في أحياء المحروسة المتواضعة ، بينما  في أحياء الصفوة اللصوص وكبار المنتفعين الأمر مختلف تماما ، حاويات القمامة متخمة ببقايا خيرات الأرض ، فواكه و خضر “أورجانيك” ، وعظام الرومي ولحم النعام ، و عبوات المياه المعدنية والغازية المستوردة من باريس ، و رائحة الخمر والكاڤيار طاغية ، تنطلق من منتجعات قشدة المجتمع الفاسدة  في عالم الكبار ! .. فقراء الشعب الغالبية السائدة لا يعرفون المنتجعات ، و لا العاصمة الجديدة و لن تحتل تكاتكهم الجسور الكباري التي من أجلها ، تورطنا في قبضة صهاينة الديون ، و مجزرة بيع ثروات و أصول الوطن ..
أسفر التفاوت الطبقي و الفارق الشاسع بين السماء و الأرض إلى اغتيال الحلم وسيادة المرض ، كان من نتائج سوء إدارة الموارد و انتفاء الخبرة و المهارة و الأمانة لمن تولوا التخطيط و الاقتصاد ، أن يكون الوطن مهددا  بتفاقم الجريمة ، و العنوسة والجهل والجشع والاستغلال القذر لآدمية البشر ..
خاب أمل الشعب في السلطان ، عصفت الكراهية بنفوس منحت الحب و الأمانة من أجل أمن مفترض .. قدم الرعية السبت و الأحد وكل ما يملكون من صبر ،  ولم يمنحهم الوالي ذرة جبر أو محبة .. البطون الخاوية و الأقدام الحافية ترفع شكواها إلى رب الكون تستعيذ من شر الخلق .. اللهم اغثنا بحولك و قوتك ولا تحاسبنا بما فعله السفهاء و الجهلاء و اللصوص منا .. اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق