في اليوم العالمي لساعي البريد : شكرا..بقلم المبدعة د/ نجية الشياظمي

كم أود أن أشكر ذلك الشخص الذي لطالما حمل إلينا رسائل كثيرة ، في مرحلة لم نكن نتمكن فيها  من التواصل مع أهلنا وأحبتنا كما نفعل اليوم ، كل شيء أصبح سهلا ، متاحا ، رسالة نكتبها في دقائق أو ثوان و تصل إلى وجهتها في الحين و في لمح البصر ، فعلا نعمة لا يستهان بها ،ورغم ذلك فإن الخدمة التي كان يقدمها لنا ساعي البريد أيضا نعمة و مجهود لا يقدران بثمن. فمن منا لا يتذكر شراء الغلاف الذي كنا نضع فيه المكتوب ، وطابع البريد المناسب للرسالة سواء المحلي منها أو الأجنبي،  كم كنا صبورين ، متواضعين وقنوعين بالمتاح و القليل ، ليس كما نراه اليوم . شكرا لذلك الموظف الذي كان يخرج كل صباح من بيته حاملا على كتفه عبء إيصال كل الرسائل إلى وجهتها الصحيحة دون ارتكاب اي خطإ في ذلك.
شكرا له حينما جاء أيضا يبشرنا بأخبار طال انتظارنا لها ، و في الأخير جاءت لتثلج صدورنا ، فأنا لازلت أتذكر أن سبب ولوجي معهد الزراعة كان الفضل فيه لساعي البريد،  حيث أخبرني شخص ما أنني لم أقبل ولم اجتز مباراة الولوج كما ينبغي ، وفي ذلك اليوم المعهود فتحت الباب لمن كان يطرقه لأجد ساعي البريد الذي قدم إلي ظرفا كان بداخله دعوة من أجل الذهاب للتسجيل لمتابعة الدراسة هناك . كم كانت فرحتي كبيرة و شديدة لا زلت أتذكرها وأحكيها لكل من يئس من انتظار اخبار سارة ، فالصبر والرضا هما مفتاحي الفرج دائما وأبدا .
شكرا يا ساعي البريد لكل مجهوداتك التي كنت تقوم بها صيفا و شتاء تحت الشمس الحارقة والأمطار الغزيرة . شكرا لكل الأفراح التي أثلجت بها صدورنا وحتى تلك التي لم تكن كذلك فقد كنت لا تعلم ما بداخلها وحتى لو علمت فواجبك المهني كان يحتم عليك أن توصل كل الرسائل لأصحابها. شكرا لكل من يقدم خدمة بكل قلب صادق ومخلص.
تعليقات