جلست أتأمل هاتين الكلمتين ، القوة و القسوة ، و تبين لي كم أن القوة ليست نافعة حينما تتسم بالقسوة، فكيف يتسلل حرف السين ليفسد كل شيء ، فالسين رمز السلام ، رمز السكينة ، رمز السعادة و غيرها من الأمور الجميلة في الحياة.. فكيف تصبح القوة نصيرة للقسوة و القتل و التعذيب ، كيف تصبح عدوة للسلام و السكينة و السعادة ، لا بد أن هناك خلل ما ، فكيف تستعيد القوة نخوتها و شجاعتها و شهامتها كي تصبح نصيرة للضعفاء لا قاتلة لهم ، كيف يمكنها أن تصبح بانية لا هدامة، كيف يمكنها أن ترد الحقوق لأصحابها بدل أن تميتهم كي لا يطالبوا بها ، ماذا لو أصبحت القوة حليفة الحق و الخير والأمن و السلام ، جلست أتأمل كلماتي فما وجدت نفسي إلا مشتهية أن يتسلل حرف الهاء كي تصبح القوة فنجان قهوة ساخن بين يدي وسط هذا البرود الإنساني العجيب و الذي أصبح أكثر قسوة من برد الشتاء المُثلج و الممطر و المرعد.
