هل تنجح الصين في تهميش الدور الأمريكي في الشرق الأوسط..بقلم/ حمدي الروبي

لقد صار واضحا أن الصين قد عمقت من تواجدها في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة ونجحت إلى حدٍ بعيد في تطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع الدول العربية ومع إيران أيضا مما يعزز دور الصين في المنطقة.

لكن كل ذلك لا يعني انتهاء الوجود الأمريكي في المنطقة ، فلا يزال الدور الأمريكي ذو أهمية كبيرة في الشرق الأوسط ، ومازالت واشنطن تحتفظ بتواجدها العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة من خلال شراكات قوية مع العديد من الدول في الشرق الأوسط تتيح لها أن تلعب دورًا مهمًا في الأمن والاستقرار الإقليميين.

هذه التداخلات ربما تشير _ ولو نظريا _ إلى صعوبة نجاح الصين في تهميش الدور الأمريكي في الشرق الأوسط نظرا لاستمرار العديد من العوامل المعقدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا في المنطقة.

إذن كيف ستنجح الصين في أن تصبح بديلا لواشنطن في الشرق الأوسط ؟ وهل بالفعل بدأ النفوذ الصيني والروسي في إزاحة النفوذ الأمريكي من المنطقة ؟ وهل تستطيع دول الخليج إنهاء الهيمنة الأمريكية على المنطقة من خلال العملاق الصيني ؟

أعتقد أن ذلك بدأ بالفعل وسط مؤشرات سياسية واقتصادية ظاهرة ومؤكدة لفكرة الاستبدال هذه ، أهمها تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط  وشروع قادة الخليج في إعادة ترتيب الأولويات والتحالفات داخل المنطقة العربية ، والنجاحات الصينية المتتابعة في منطقة الشرق الأوسط اقتصاديا ودبلوماسيا ، وتعاظم وجود وفاعلية مجموعة بريكس بعد اضمام مصر والسعودية والإمارات في خطوة تستهدف تقوية هذا التحالف وتعزيز وجوده كأحد البدائل القوية للهيمنة الأمريكية التقليدية.

تعليقات