.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجية الشياظمي تكتب: كل قضايا العالم لا تهمني إلا قضية نفسي أمام نفسي

عبارة خطرت على بالي و دونتها و حينما تأملتها برؤية أيقظت كل أحاسيس الخوف و المسؤولية في كل أركاني .
قضيتي وحدها الأهم ، وحدها الأولى و الأخيرة ، من الحياة إلى الممات ، لن أُسأَل عن أي شيء سوى عن نفسي و ماذا فعلت لها أو بها . 
كثر أولئك من يهتمون بقضايا العالم السياسية و الاقتصادية و كل القضايا المتعددة و المختلفة ، بعضهم من خلال الأخبار التي تبث على كل وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية . بل إن منهم من يعتبر عدم تتبع أخبار العالم كارثة بالنسبة له ، رغم أنه ليس لديه ما يخسره من عدم تتبعها ، فلا هو رجل أعمال يتابع الصفقات التجارية و لا هو يتابع أسواق البورصة كي لا يخسر أسهمه بين المنافسين....و لا هو سياسي يهتم بتحليل مشاكل العالم من أجل توفير الحلول المناسبة...
ربما هو مجرد فضول عادي أن نتتبع أخبار العالم بسبب ان العالم أصبح قرية... مدينة... أو ربما مجرد بيت صغير...كل شيء فيه بَيِّن و مفضوح و ظاهر للعيان .
لكن و في المقابل هل نتابع أخبار أنفسنا ، أبنائنا ، من يهمنا أمرهم فكلهم يدخلون في خانة واحدة ، خانة النفس التي لن يتغير لنا أي حال من أحوالها إلا بعد أن نغير ما بها ، هي قضيتنا الأولى ، و قضية كل فرد منا ، هي وحدها الأساس الذي يبقى عليه صلاح أو فساد هذا الكون بأكمله ، لكننا نستهين بالأمر ، و كل منا يعتبرها قضية غيره ، و يستمر التجاهل ، و التجنب للقضية الأساسية ، قضية البحث في الذات ، مع تطويرها و السعي بها للأفضل ، قضية مراجعة النفس و محاسبتها ، تصحيح الخطأ و تعديله ، البحث عن الأفضل و الاجتهاد من أجله .
و الغريب في الأمر أننا قد ننشغل أحيانا بأمور الغير و الآخرين التي لا تهمنا في شيء سوى أننا ربما نود أن نبرهن لأنفسنا أننا أفضل و أحسن ، و في النهاية نضيع الكثير من الجهد و الطاقة فيما لا يعود علينا بالفائدة و الخير ، نبقى اماكننا نراقب من بعيد كل شيء لا علاقة لنا به و لا علاقة  له بنا ، خوفا و تجنبا و هربا من مواجهة النفس ...ننسى أنه مهما حاولنا ذلك فلن نفلح ، و لن ننجح و لن نتمكن من عدم مساءلة أنفسنا في كل صباح ننظر لأنفسنا في المرآة و نحن نغسل وجوهنا ، و نحن ننجز أعمالنا ، و نحن ننظر إلى بعضنا في استغراب نتساءل إلى متى يبقى الحال على ما هو عليه ، أشياء كثيرة توجع قلوبنا لكننا لا نفصح عنها و لا نتكلم ، نتوق لأن تتغير لكن من أين نبدأ 
و كيف نبدأ ، كل هذا فقط لأننا نعتبرها قضية الآخر أو ربما نتشارك فيها جميعا ، و لذلك فإن البدأ فيها يحتم علينا التزام الآخرين و مبادرتهم كذلك ، فهذه مسؤولية مشتركة و لا يمكن أن نصل للنتائج المرضية إلا بتكاثف جهودنا جميعا.

هناك تعليق واحد:

  1. صحيح انفسها هي الأولى بالإهتمام، فنحن لانستطيع تغيير العالم لكن نستطيع تغيير أنفسنا

    ردحذف