.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

كيف تجرؤ أن تبخل على نفسك بالسعادة؟ د.نجية الشياظمي

قد يبدو سؤالا غريبا ، و مستفزا للكثيرين ، نعم كيف نبخل على أنفسنا بالسعادة؟ كيف نفعل ذلك بأنفسنا ؟ 
نستبعد جميعا هذا السؤال ، لكننا نقوم بذلك عن غير قصد ، نفعله و نحن غير مدركين للأذى الذي نلحقه بأنفسنا ، قد يتكرر هذا السلوك كثيرا من طرفنا و دون أي وعي منا ننكر الإساءة إلى أنفسنا ، فمن منا يظن أنه يسيء إلى نفسه ؟ لا أحد طبعا فكلنا نسعى من أجل إسعاد أنفسنا و إسعاد الآخرين ، هذا أسمى هدف في الحياة يسعى من أجله كل عاقل و لبيب . لكن ماذا لو تفحصنا الأمر فوجدنا أنفسنا نفعل غير ما ندعي؟ سنصدم أشد صدمة في الحياة .
*أول خطوة نقوم بها في سبيل البخل على أنفسنا في السعادة هي تعقيد الأمور ، نهرب دائما من البساطة في كل شيء ، فنتخيل أنها مرادف للضعف و عدم القدرة على الوصول إلى ما هو أفضل ، إلى ما هو أبعد فليس البعيد أو الصعب المنال هو دائما الأفضل و المناسب لكل واحد منا ، قد يكون الأبسط هو الأجمل و الأروع . فكم من القلوب ضاعت سعادتها لمجرد أنها داست على ما تيسر لها من أمور بسيطة و ذهبت تبحث عن الأغلى و الأثمن ، لكنها ضيعت البسيط و تعذر عليها الوصول لما هو أفضل منه ، فتاهت بين الأيام لا تجد مخرجا لها.
*التضحية ، فالكثيرون منا يضحون لأجل الآخرين أكثر مما يضحون لأجل أنفسهم ، فقد تعودوا على ذلك منذ الصغر ، و في الوقت الذي تعبوا فيه من التضحية أصبح وجودهم كعدمه و هكذا ندموا على ما ضاع منهم ، فلم يستطيعوا تدارك الأيام و لا استعادة ما ضاع ، التضحية ليست سيئة لكنها أحيانا تكون ظالمة لأصحابها .
*نبخل على أنفسنا أيضا حينما نضيع الفرص و المنح التي تقدم إلينا على أطباق من ذهب لكننا نستهين بها و قد لا نهتم و لا نعبأ بمرورها من بين أيدينا . نظن أن الأيام كلها فرص  لكننا نتوصل إلى الحقيقة حينما نكتشف أن رصيدنا منها قد نفذ ، فالفرص تشبه الفراشات ، و لا يتمكن من إمساكها إلا ذو ثبات و اتزان .
قد تكون هذه الأسباب بعض ما يحرمنا من السعادة ، و قد نكون نمارسها و نحن في قمة الثقة بأننا لا نسدي إلا خيرا لنا و لمحيطنا ، لكننا نفاجأ يوما بأنها لم تكن الحقيقة ، فهناك أمور كثيرة تغلف الحقيقة أحيانا فلا تبدو بشكلها الصحيح.

هناك تعليق واحد: