لازالت تذكر حينما أهداها ديوان شعره ، قرأته بحرقة فقد كانت
تتخيل كل بيت منه ،كل كلمة كل حرف خاطب به إحداهن ، قرأته على مضض مع أن روعته غطت مرارة إحساسها بالغيرة
إنها أنثى و هذا حقها ، فالقلب الذي لا يغار لم تلسعه بعد نار الحب الحقيقي ، تواعدا على اللقاء يومها ، لم تتمكن من إخفاء ما كان يخز قلبها ، فما لبثت أن صارحته بما جال في خاطرها
لكن ردته كانت صادمة فقد ثار في وجهها مبررا تصرفه بأن لا حق لها في أن تتهمه ، فقد كان يكتب فقط ، دون وجود حقيقي لمن يكتب لها ، كانت مرغمة على تصديقه ، فهي لا تود أن يحصل نتيجة ذلك أي مشكل أو سوء تفاهم . ستحاول أن تصدقه على الأقل في هذا الوقت بالذات . ماذا يضرها في ذلك
لا شيء طبعا ، لكنها ستتجنب هذا النوع من الخلافات الذي يشعل أحيانا فتيل الحرب بين الحبيبين ، فيتحولا إلى ألد الأعداء لبعضهما البعض . تصالحا بعدها بعد اعتذارها الشديد له ، لم يمنحهما القدر فرصة التواجد مع بعضهما بعد ،فقد كانت مضطرة للعودة إلى بلدها . لتنتهي لحظات السعادة التي عاشاها معا تلك الأيام بحلوها و مرها على أمل اللقاء و التواجد معا إلى الأبد ، فالأرواح لا تموت . و حلاوة الحب أو مرارته كلاهما سواء . يكفي أن يتم ذلك التواصل بين الحبيبين حتى لو كان مجرد عتاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق