بحث
حوار مع الدعسوقة..قصة قصيرة بقلم المبدعة المغربية د.نجية الشياظمي
في ذلك اليوم المشمس و الدافئ الجميل من أيام الربيع الأخضر ذو الألوان الزاهية ، اقتربت من اجمة اكليل الجبل الصغيرة في تلك الزاوية من الحديقة ، تعودت أن آخذ منها غصينا احكه بين اناملي كي يوقظ عطره أحاسيسي للحياة ، و للطبيعة و للجمال *أهلا بك أيتها الجميلة ، يا صاحبة النقط السبعة . *أهلا بك ، من انت حتى تعرفين ان لي سبع نقط تزين ظهري ؟ *انا صديقتك ، صديقة هذا الزمن ، حيث نسينا ملامح بعضنا ، لكنني لست ممن تمحو ذاكرتهم كل قديم فلا يستعيدون منها إلا الجديد ، انا مثلك قد أُنسى لكنني لا أَنسى ، و كيف انسى من يقاسموني جل تفاصيل يومي ... *أحسست بها تبتسم و تقول ، آه انت منهم من أولئك الذين لا يذكرهم الآخرون إلا عند الحاجة إليهم . أحسست أنها تود الطيران و المغادرة *أرجوك لا تغادري ، فقد ظللت أبحث عنك مدة طويلة ، منذ ذلك اليوم الذي أحبت صغيرتي أن تمسك بك ، لكنك طرت بعيدا و تركتها تبكي ، مع أنها لم تكن تود أن تؤذيك ، لا أبدا فقد كنت أود فقط أن اعرفها عليك ، فقد علمتها سبع قواعد أساسية للحياة ، و أحببت أن أجعلك الرابط بين ما علمتها إياه و عدد نقط ظهرك أو بالأحرى جناحيك . *آه و ما هي قواعدك السبع يا ترى ؟ *آه لو تعلمين ، لم تعد سبعة كما كنت أعتقد ، لقد انقرض جلها ، و ربما لم تعد صالحة لهذا الزمان ، لذلك تراجعت عن تلك الفكرة فقد رأيت في ذلك ظلما لابنتي ، و قلت لعلها تتعلم بنفسها ما يناسبها بدل أن أحملها مسؤولية قد تفوق طاقتها . *و ماذا عنها اليوم ؟؟؟ *لقد كبُرتْ ، تخيلي لقد كبرت و أصبحت هي من يعلمني ، لقد كنت اعتقد أنني أعرف كل شيء طالما أنا من أنجبها ، ظننت أنني أنا من يعلم كل شيء صالح كي أعلمها إياه ، و غير صالح كي أعلمها تجنبه . ثم تابعتُ *لقد تغير كل شيء صديقتي . ردت علي بحزن *كل شيء تغير أيتها القديمة ، كل شيء أصبح قديما غريبا و مستهجنا . *ممكن لكن لا تنازل عنه .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق