.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

ثورة الزهور..قصة قصيرة بقلم/ محمد عاشور



وقفت الشجرة الممتلئة بالأشواك التي يتعلق بها كثير من الدود بين الزهور الكثيرة المترامية الأطراف تصيح في صوت أزعج حتى الزهيرات الصغيرة التي أصابها الكثير من الضيق والغضب ، وارادت أن تعترض على الشجرة ، لكن الزهور الكبيرة طلبت منها أن تصمت حتى لا تلقي الشجرة الكبيرة بعض من دودها عليها .
أمرت الشجرة التي تضخمت ، وتوحشت أشواكها وديدانها الزهور التي شاخت والزهور التي نضجت وحتى من البراعم الصغيرة ، أمرتهم جميعاً الا يتكلم أو يسمع أو يرى أحد .
كانت هناك بعض الزهور الصغيرة التي تفتحت حديثاً ، وبدأ عودها يشتد، أخذت تهمس ، ثم ارتفع صوتها .
صرخت الشجرة المخيفة وألقت بعض الدود على هذه الأزهار وقتلتها، اغتاظت كل الزهور ، لكن الصمت كان هو السيد .
مع الوقت أرادت البراعم التي تفتحت ان تتكلم ، لكن الشجرة صاحت بصوت يظهر منه الشيخوخة ، لكنه ما زال قوياً : هيه .. وبعدين .. مش قلنا مفيش كلام .
حاولت الزهور أن تهمس مرة أخرى ، لكن الزهور الكبيرة كانت تحذرها ، فكانت الزهور الصغيرة تصمت حيناً ، ثم تهمس أحياناً ، فتتساقط بعض ، الديدان وبعض الزهور تموت .
سمعت الزهور في يوم من الأيام أن الديدان تقول لبعضها أن الشجرة تقول : دعوا الزهور تتكلم .. فماذا يمكن أن تفعل الكلاب المربوطة عندما تنبح .. لا شيء.
تضايقت الزهور الصغيرة والكبيرة والتي شاخت ، وأخذ الكلام يزداد، وكلما ازداد الكلام ازدادت معه حركة الزهور محدثة بعض الهواء الذي يلف حول الشجرة كالنسيم فينعشها ، فتضحك .
ظلت الزهور تتكلم وتزداد حركتها فيزداد الهواء ، وتتمايل الشجرة ضاحكة ، ثم تلقي من الدود على الأزهار فتؤذيها ، فتضحك الشجرة بقوة ثم تسعل .
ظلت الأزهار تتكلم وتتكلم ، والنسيم يتحول إلى هواء يحرك أفرع الشجرة ، والشجرة تقول : هيه .. هيه .. وبعدين ، فتتوقف الأزهار كلياً وهي مهمومة .
ضجت الأزهار قليلاً ثم انفجرت تصيح وتتحرك في عنف ، والشجرة تهدد ، لكن الأزهار لم تتوقف وارتفع صوتها وحركتها زادت أكثر ، فاهتزت الشجرة وألقت الكثير من الدود ، ولكن الأزهار لم تتوقف ، وصرخت وصاحت وثارت وتحركت في عنف ، وتحول الهواء إلى ريح قلقل الشجرة التي أخذت تلقي كل دودها .
الأزهار لم تتوقف ، ازدادت الريح ، تحولت إلى إعصار ، أخذ يحطم أغصان الشجرة التي كان قد دب فيها السوس ، وأكل العفن جذورها ، والدود يحاول أن يحميها ، لكنها سقطت بعد أن قتلت بعض الزهر وأخيراً رأت الزهور الشمس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق