.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

اللاوعي والبرمجة..د/نجية الشياظمي



البارحة و أنا أغسل وجهي وجدت نفسي أحاول إغلاق الصنبور بطريقة إغلاق الصنبور القديم الذي غيرته بعدما فقد صلاحيته، وجدت يدي أو بالأحرى عقلي و قد تعود على إغلاق الصنبور بطريقة أوتوماتيكية بالشكل القديم ، و الذي تعودت عليه حتى صارت حركة يدي حركة لا إرادة و بدون تفكير ، فتخيلت كمَّ البرمجات التي تعج بها أدمغتنا ، و كيف أنني استطعت إيقاف تدفق الماء حينما أدركت أن الصنبور الجديد مختلف عن القديم ، و لو لا إدراكي لذلك لما توقف الماء و لاستمر في التدفق و في صبيبه .
و هكذا هي الحياة ، علينا بين الفينة و الأخرى أن نعي و ندرك أن العديد من الأمور قد تغيرت و بذلك علينا التعامل معها بطريقة جديدة و مختلفة .
نتعود على إغلاق الباب بطريقة معينة ، و على وضع المفاتيح في مكان معين ، و على إعداد الأكل أو الشرب بطريقة لا واعية .
فعلا إنه اللاوعي سيد المواقف الكثيرة ، أو ربما سيدها كلها حينما نضع أنفسنا في قوالب معينة و نرفض الخروج من دائرة الأمان تلك ، لكننا لا نعيب على أنفسنا بل نعيب على الظروف أو الآخرين أو أحيانا حتى على المفتاح الذي لا يود فتح الباب لأننا غيرناه لكننا نسينا ذلك . و هكذا الكثير من الأمور .
ماذا لو وضعنا نصب أعيننا أنه كلما تقدم بنا الزمن علينا التقدم بأفكارنا إلى الأمام ، لكن المأساة حينما نجد أنفسنا في زمن غير الزمن لكن بأفكار الماضي و أفكار ما سبق و انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق