زمن البؤس العالمي..دكتورة نجية الشياظمي

هكذا نعيش منذ 2020 بؤسا عالميا مشتركا بين كل الدول و الفئات و المستويات ، عشنا الوباء ، أخذنا اللقاح و عشنا الحجر الصحي ، و كنا متفائلين بأن الغد سيكون أفضل ، تمنينا و دعونا من كل أعماقنا ذلك ، و تسلسلت المحن تباعا ، قد نتذكر بعضها و قد ننساه ، لكن ما يحدث اليوم لن ينساه أحد و خصوصا مع كل هذه الحروب المشتعلة هنا و هناك ، مع كل مشاعر الألم و الدموع هنا و هناك .  ماذا لو أصبح العالم كله يعيش تحت الخيام ، يتصارع من أجل لقمة ، لا يجد الدواء ، يفتقد الأمان ، و يعيش ما بين قصف و دمار ، ما بين قتل و ذبح ، صباح مساء ، و مع أننا لسنا تحت الخيام و لا تحت القصف لكننا نعيش المحنة و المعاناة ، نعيشها كل يوم ، ننام و نصحو على ما تبثه القنوات ، من مشاهد مؤلمة تحرك مشاعر الحجر قبل البشر . كلنا نتساءل متى سيتوقف هذا الكابوس و الحلم المرعب ، متى ستكون نهاية هذا الفيلم الطويل البائس ، متى سنتنفس الصعداء ، و نفرح بفك معاناة و ألم البشرية بكل أجناسها ، متى سيصبح الحوار العاقل و المحبة هما أساس بقائنا على هذا الكوكب الذي يئن معنا و تحت أقدامنا . متى نصبح بشرا تملأنا الإنسانية ، و نتغلب على غرائزنا الهمجية ، قيم السلام و العدل و الإخوة ، متى يأتي ذلك اليوم ، و مع تقدم التكنولوجيا ، و ظهور الانسان الآلي ، و مدى تخوفنا منها و مما قد يسببه من مشاكل ، لكن الحقيقة واضحة جلية ، لن يتم القضاء علينا إلا منا نحن و بأنفسنا.

تعليقات