.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجية الشياظمي تكتب/درس جديد في أواخر٢٠٢٣

منظر ليس غريبا لكنه غير معتاد بالنسبة لي في هذا اليوم ، و هو آخر يوم من سنة ٢٠٢٣ . كنت جالسة في محطة الترام في انتظار وصوله ، لا حظت فتى في مقتبل العمر ، كان ذو ملامح أسيوية ، أرجح أنه من اليابان أو ربما الصين .
كان الشاب ينحني كي يلتقط كل تذكرة قديمة وقعت على الأرض بجانب سلة المهملات المخصصة لذلك. التقط الأولى ، ظننتها وقعت منه ، لكنني استغربت حينما وجدته يبحث عن تذاكر أخرى فينحني ليلتقطها و يضعها في السلة .
كان اندهاشي شديدا حينما تساءلت مع نفسي ، هل كان بإمكاني القيام بنفس تصرفه و القيام بالتقاط ما وقع على الأرض كي أضعه في المكان المخصص لذلك لو كنت مكانه ، ترددت قبل أن أرد على نفسي ، لكنني أدركت أنني لم أكن لأفعل ، خصوصا في بلد أجنبي عني فقد كنت سأفكر أنه ليس من واجبي لكنه من واحب أهل البلد ، لكنني الآن و قد رأيت بأم عيني التصرف الصواب ، فلن أتردد أبدا في فعل ما فعله هذا الشاب الأجنبي الذي أتى كي يعلمني و يعلمنا جميعا أن التواضع لأجل الصالح العام ، وممارسة ما تربينا عليه من أمور جيدة واجب ضروري في كل زمان و مكان . 
فالصواب صواب في كل زمان و مكان ، فأنا هي أنا و نحن هم نحن هنا و في أي مكان آخر ، فلمَ نتغير بعيدا عن بيئتنا ، و لم نخاف و نتردد من فعل الخير في أماكن أخرى غير تلك التي ألفناها و تربينا فيها .
تأتي مواقف غريبة في أوقات جد مناسبة ، كي تعلمنا و توعينا و تضيف لمخزوننا المعرفي و التربوي أشياء جميلة و مفيدة تغني و تثري كل ما تعلمناه سابقا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق